في مظهر من مظاهر التضامن القوي مع الشعب الفلسطيني، شهدت الكويت سلسلة من الفعاليات التي أقيمت للتعبير عن الدعم والتضامن، وذلك بمناسبة مرور 200 يوم على بداية “طوفان الأقصى”.
تجسدت هذه التظاهرات في مشاركة واسعة من جميع شرائح المجتمع، من المدارس والجمعيات الخيرية إلى الأفراد الذين يتمنون تقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال.
اعتمر كوفيتك واتبعني
تمامًا كما كان شعار النضال الفلسطيني “اعتمر كوفيتك واتبعني”، انطلقت فعاليات عدة في الكويت، تعبيرًا عن التضامن القوي مع القضية الفلسطينية، وخاصة مع مرور 200 يوم على بداية “طوفان الأقصى”. شاركت في هذه الفعاليات عدة جهات، بما في ذلك المدارس الحكومية وجمعيات النفع العام والتيارات السياسية.
تبنى طلاب العديد من المدارس الابتدائية ارتداء “الكوفية”، الرمز الفلسطيني الشهير، كما ارتدتها بعض المعلمات اعتراضًا على الوضع في غزة. وجاءت هذه الفعاليات بالتزامن مع تصريحات ممثلين عن التيارات السياسية، دعمًا لفلسطين ومساندة أهلها بكل الوسائل الممكنة، سواء كانت دبلوماسية أو مادية أو إعلامية.
وفي سياق موازٍ، أكد ممثلون عن مختلف التيارات السياسية على أهمية تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، بعد عودة وفود طبية كويتية من غزة، حيث قامت بإجراء عدد من العمليات الجراحية للمصابين هناك.
فيما أُقيمت العديد من الفعاليات في هذا السياق، بما في ذلك وقفة تضامنية من قبل جمعية المحامين الكويتية، وفعالية “عهد يتجدّد… جيل بعد جيل” من قبل الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، إضافة إلى ندوات وملتقيات نظّمتها جمعيات أخرى مثل الجمعية الطبية واتحاد عمال البترول، كلها بهدف التعبير عن الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني.
مبادرون من أجل فلسطين
وأُقيم حفل تكريم في جمعية المعلمين للوفد الطبي العائد من غزة، بالتعاون مع مبادرة “مبادرون من أجل فلسطين”، بحضور عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية وأبناء الجالية الفلسطينية. ألقى د. فهد الظفيري، عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين ورئيس مكتب قضايا المعلم، كلمة تضمّنت تأكيد الدعم المستمر لفلسطين وتقديره للجهود البارزة للفريق الطبي الكويتي في غزة. وأشاد بجهود مكتب العلاقات الخارجية في جمعية المعلمين في نقل صوت القضية الفلسطينية إلى العالم.
من جهته، أوضح يوسف الكندري، ممثل مبادرة “مبادرون من أجل القدس”، أن الحفل يعكس تقدير المجتمع للجهود الإنسانية المبذولة في غزة، وأن المبادرة تركز على تكريم كل من يساهم في دعم فلسطين ويناهض التطبيع مع إسرائيل.
من جانبه، شدد محمود المسباح، رئيس قطاع الإغاثة والمشاريع في الجمعية الكويتية للإغاثة، على ضرورة استمرار الدعم لفلسطين وغزة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.
وفي ختام الحفل، شارك د. محمد الكندري، رئيس الوفد الطبي الثاني، تجاربه وملاحظاته عن زيارته لغزة، حيث أشاد بالروح العالية لأهل القطاع رغم المحن التي يواجهونها، وأكد على أهمية مواصلة الدعم والتضامن معهم في مواجهة التحديات.
26 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية والطبية
فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي أمس الثلاثاء عن توجيه 26 شاحنة محملة بـ 675 طنًا من المساعدات الإغاثية والطبية إلى قطاع غزة عبر الأراضي الأردنية، وذلك في إطار حملتها لتقديم العون والإغاثة العاجلة للأشقاء الفلسطينيين.
أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، د. هلال الساير، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية “كونا”، أن هذه الحملة تهدف إلى دعم الأشقاء في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، مشيرًا إلى أن الجمعية ملتزمة بدعم الفلسطينيين في ظل تصاعد الأزمة هناك بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وأوضح الساير أن هذه المساعدات تأتي بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، في إطار جهود الكويت لدعم الشعب الفلسطيني ومساندتهم في مواجهة التحديات. وأشار إلى أن الجمعية ستواصل تقديم المساعدات إلى غزة، سواء عبر الجسر الجوي الإنساني أو عبر الشاحنات الإغاثية عبر الأردن.