رغم أني أمضيت عمري الإعلامي والدعوي كله في المحاضرة والحوار والمناقشة والمناظرة.
ولا أتقبل المعلومة ولا أعتمدها إلا من كل أوجه الرفض والقبول، والجرج والتعديل، ولا أرسخها في ذهني إلا متفاعلة مخصبة، ولا أستدعيها إلا حية واعية.
وأسعد بالقراءة والسماع للخصم قبل الصديق، والعدو قبل النصير، من باب عرفت الشر، لا للشر لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه.
فإنني في كل ساعة تمضي أزداد يقيناً أن «بؤجة تكوين» و«رصة تحصين» ما هي إلا أدوات سابقة التجهيز ذات أسماء ومقاسات وأشكال وأدوار ووظائف مختلفة، إما من خلال الإسناد بالأمر المباشر، أو التورط بالواقع المفروض لتأدية أدوار غير بريئة بالمرة؛ زماناً ومكاناً، وشكلاً ومضموناً، لشغل الأمة، واجتيالها من ميدانها الأشهر، ومعركتها الأكبر، من خلال الانخراط التكتيكي في تأدية الدور الممول.. الممنهج.. المدعوم.. المخطط له بوعي الشياطين.
ولا أستبعد التصعيد اللئيم، لاستنبات وتوليد موجة تكفيرية زاعقة، ستكون صارخة، غير متعقلة لا شك! جراء مخزون الوقود الذي يغلى في الصدور، حيال ما يرتكبه الكيان الصهيوني، من مجازر ومقابر، وإبادة جماعية شاملة.
وعلى قطب هذه الأحداث، وفي مركز دائرتها، وبينما شباب العالم يرابط في خيامه مناصراً لفلسطين، في حدث شبه إعجازي بالمرة.
تنفجر الأمعاء التي ملأها حراماً عيال ونسوان «تكوين».
وعلى رأي المثل: «الفاجرة ست جيرانها»، و«طوبة طوبة والعركة منصوبة»!
والمرضى النفسيون بالملايين!
ورعاع الشهرة كذلك!
والممولون بالطابور!
والحبل على الجرار!
وبالله عليك، يا كل بني آدم عنده ريحة عقل، والله! كلهم على بعضهم برجالهم.. و«نساوينهم».. وخياناتهم.. ومسروقاتهم.. وتمويلهم.. ما يأخذون يوماً واحداً وتخفى السيرة وأصحابها!
لذا، يكفي جداً أن يتم دحرهم جميعًا في صعيد واحد، يتم الإعداد له جيداً، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وتحت عين الدولة، بكل سلطتها وسلطانها.
ولا يتبقى بعد ذلك إلا أن «كرامة الميت دفنه»!
فـ”طوبى” لرجل أبصر فتدبر.
و”طوبة” لكل مدب غشيم!