عبدالعزيز الإبراهيم (*)
التسويق في المؤسسات الخيرية أصبح ضرورة ملحة في عصرنا الحالي، حيث يتزايد الاعتماد على إستراتيجيات التسويق الفعالة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، في بيئة تتسم بالتنافسية الكبيرة على الموارد والدعم، يحتاج العمل الخيري إلى التميز والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتبرعين والداعمين.
أهداف التسويق في المؤسسات الخيرية
– زيادة الوعي: تعزيز الوعي بأهداف المؤسسة الخيرية، مشاريعها وتأثيرها على المجتمع.
– جذب التبرعات: تحسين تدفق التبرعات وزيادة عدد المتبرعين من مختلف الشرائح المجتمعية.
– بناء علاقات: تطوير علاقات مستدامة مع المتبرعين والداعمين لضمان دعم مستمر وطويل الأجل.
– استقطاب متطوعين: تشجيع الأفراد على التطوع ودعم الأنشطة الخيرية بوقتهم وجهودهم.
– توسيع قاعدة الدعم: كسب شرائح جديدة من الداعمين من فئات عمرية مختلفة ومناطق جغرافية متنوعة.
التسويق الإلكتروني.. الأهمية والضرورة
تأتي ضرورة توظيف التسويق الإلكتروني ضمن خطة عمل الجمعيات الخيرية كونه الأسرع انتشارًا والأكثر نفوذًا وتوغلًا في جميع الشرائح والمجتمعات والأعمار، يتميز التسويق الإلكتروني بقدرته على الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع بتكاليف أقل مقارنة بالوسائل التقليدية؛ مما يجعله أداة مثالية للمؤسسات الخيرية التي غالبًا ما تعمل بميزانيات محدودة.
مميزات التسويق الإلكتروني
– استهداف دقيق: يمكن استخدام أدوات التسويق الإلكتروني لاستهداف فئات محددة بناءً على المكان، والنوع، والفئة العمرية، والخصائص السلوكية عبر العديد من المنصات مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والإعلانات الرقمية، ومحركات البحث.
– تنوع المحتوى: يمكن نشر محتوى مرئي مثل الفيديوهات والصور، ونشرات بريدية، وتغريدات، ومحتويات توعوية وترفيهية، مما يساعد في جذب انتباه الجمهور بطرق مختلفة.
– قياس الأداء: تتيح الأدوات الرقمية إمكانية قياس أداء الحملات التسويقية بدقة، مما يساعد في تحسين الإستراتيجيات المستقبلية.
تحديات التسويق الإلكتروني في المؤسسات الخيرية
على الرغم من الفوائد الكبيرة للتسويق الإلكتروني، فإن المؤسسات الخيرية تواجه عدة تحديات:
– فهم ثقافة الإعلام الاجتماعي: يتطلب وضع إستراتيجيات دعائية ناجحة فهمًا عميقًا لثقافة الإعلام الاجتماعي ومتطلباته، بالإضافة إلى ملاءمة الرسائل الإعلانية لتوجهات المجتمع ومعتقداته.
– نقص الكوادر المؤهلة: تحتاج المؤسسات الخيرية إلى كوادر بشرية مؤهلة لتولي مهام التسويق الإلكتروني باحترافية، وهذا يشمل القدرة على وضع خطط نشر فعالة وقياس نتائج الحملات.
– التكاليف: تتطلب الحملات الرقمية ميزانيات ومصارف لتحقيق أهدافها، وهو ما يمكن أن يشكل تحديًا في ظل شح الموارد المالية.
– المشكلات التقنية: عدم توافر كوادر لصناعة المحتوى الإبداعي وصعوبة استخدام شخصيات بارزة لدعم المنصات الخيرية وتعقيدات التواصل الداخلي يمكن أن تعيق جهود التسويق.
ضرورة التسويق الإلكتروني رغم التحديات
ورغم هذه التحديات، تبقى ضرورة استخدام التسويق الإلكتروني قائمة وبشدة، يعد التسويق الإلكتروني أداة حيوية لتعزيز جهود الجمعيات الخيرية وتوسيع نطاق تأثيرها؛ لذلك، يجب على العاملين في المجال الخيري التعامل الجاد مع هذه التحديات من خلال التعليم المستمر، التدريب، والممارسة. بتجاوز العقبات، يمكن للمؤسسات الخيرية تحقيق نتائج مبهرة وزيادة تأثيرها الإيجابي على المجتمع.
يمثل التسويق في المؤسسات الخيرية، وخاصة التسويق الإلكتروني، ضرورة حتمية لضمان استدامة العمل الخيري وزيادة تأثيره، من خلال إستراتيجيات تسويقية فعالة، يمكن للمؤسسات الخيرية جذب المزيد من التبرعات، توسيع قاعدة الداعمين، وتعزيز الوعي بأهدافها وأنشطتها، بالرغم من التحديات، يظل التسويق الإلكتروني أداة قوية يجب تبنيها والاستفادة منها لتحقيق الأهداف المنشودة.
__________________________
(*) مدير إدارة التسويق في نماء الخيرية.