لم يكن الحادي والعشرين من أغسطس 2014م يوماً عادياً في تاريخ مدينة رفح جنوب قطاع غزة ومقاومتها؛ حيث اغتالت قوات الاحتلال قائد لوائها في «كتائب القسام» رائد العطار وتوأمه محمد أبو شمالة، قائد لواء الجنوب، والقائد في «القسام» محمد برهوم في أوج الحرب على غزة؛ أملاً منها في القضاء على المقاومة.
إلا أن محمد شبانة المكنى بـ«أبو أنس» كان له رأي آخر، حيث حمل الراية ليقود لواء رفح بحكمة وجدارة مكبداً قوات الاحتلال خسائر كبيرة، أحد أهمها اختطاف الضابط هدار جولدن، والاحتفاظ به لـ10 سنوات متتالية وخوض معركة «سيف القدس» و«طوفان الأقصى».
ولد شبانة عام 1973م في رفح، وينحدر من عائلة ملتزمة لجأت من قرية حتا قرب عسقلان، وتعلم في مدارس الأونروا، وانضم إلى حركة «حماس» منذ نعومة أظفاره، وشارك في انتفاضة الحجارة، وكان أحد النشطاء الفاعلين فيها.
كان حازماً وجاداً وصاحب شخصية قيادية، وتميز بسريته العالية والغموض والعمل بصمت، وكان رياضياً حيث لعب مع فريق خدمات شباب رفح لكرة السلة.
عمل شبانة في معظم أجهزة الحركة قبل التحاقه بجهازها العسكري «كتائب القسام»، وشارك في تنفيذ عدة عمليات فدائية والتصدي لتوغلات قوات الاحتلال المتواصلة لرفح، قبل أن ترشحه قيادة الكتائب ليكون مسؤولاً عن المكتب الإعلامي لـ«القسام» في رفح.
بعد تسلم شبانة قيادة «كتائب القسام» في رفح صيف 2014م وعضوية المجلس العسكري عمل على تطوير العمل العسكري في المدينة.
كما كان لشبانة دور كبير في تطوير شبكة أنفاق المقاومة وعمليات المقاومة المنطلقة من الأنفاق لا سيما العملية الكبيرة التي وقعت عام 2005م وقتل فيها 6 جنود صهاينة، وعملية «الوهم المتبدد» عام 2007م التي تم خلالها خطف الجندي جلعاد شاليط.
تعرض منزل شبانة للقصف عدة مرات، ونجا من عدة محاولات اغتيال.
وفي معركة «طوفان الأقصى» حيث كان اثنان من أبنائه (محمود، وعبدالناصر) ضمن قوات النخبة القسامية التي شاركت في العبور يوم السابع من أكتوبر 2023م، في حين فإن نجله البكر أنساً قاد عملية فدائية نوعية في حي التنور شرقي رفح يوم الجمعة 17 مايو الجاري التي تم خلالها الإجهاز على 15 جندياً صهيونياً، حيث استشهد في هذه العملية مُقبلاً غير مدبر.
تضع دولة الاحتلال شبانة على رأس قوائم الاغتيال منذ عقدين من الزمن.