الحمد لله نصر عبده وصدق وعده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده.. الحمد لله نصير المستضعَفين وظهير المؤمنين وقاهر الجبارين المعتدين.
قال عبدالله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله، وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس»(1).
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ(2)، ومن حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ»(3).
الحمد لله.. هذه بشارات نصر وتمكين، ومدعاة صبر وتثبيت، ودعوة في الاستمرار لدعم الطائفة المنصورة، والعصابة المؤيَّدة حتى يأتي نصر الله والفتح المبين للمسجد الأقصى المبارك ولجميع فلسطين!
كان لـ«حماس» 6 أهداف استراتيجية من عملية «طوفان الأقصى»، هي: أخذ رهائن للتفاوض عليهم، إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، تغيير الواقع الأليم الذي يعاني منه القطاع منذ سنوات، إثارة حرب إقليمية، إذلال الكيان الصهيوني، إفشال السلام المتوقع مع الصهاينة.
معظم أهداف «حماس» تحققت بالفعل، فالسلام مع الصهاينة قد تأجل، ووضعت القضية الفلسطينية على رأس الأحداث في العالم وما يصاحب ذلك من دعم غير مسبوق لها من شعوب العالم، فالإحصاءات تقول: إن أكثر من 95% من المظاهرات حول العالم تؤيد الفلسطينيين، وأقل من 5% من المظاهرات تؤيد الصهاينة المحتلين، وأذلت الكيان الصهيوني وضربت صلب العقيدة الصهيونية، وورطت الكيان في حرب عصابات خاسرة، علمنا التاريخ بأن أعتى الجيوش يخسر في حروب العصابات كما في فيتنام وأفغانستان(4).
تأمَّل المؤشرات
المؤرخ «الإسرائيلي» إيلان بابيه تحدث عن مؤشرات تؤكد بداية نهاية المشروع الصهيوني، وذكر أن المؤشر الأول يتمثل في الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في «إسرائيل»، والمؤشر الثاني هو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم، واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا، لافتاً إلى فترة جديدة بتحول الضغط من المجتمعات إلى الحكومات.
فيما يأتي المؤشر الثالث وهو العامل الاقتصادي، تبعاً لوجود أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك، بالإضافة إلى رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة «إسرائيل»، والمؤشر الرابع هو عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال، أما المؤشر الخامس يتمثل في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة، الذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، لافتاً إلى أن على حركة التحرير الفلسطينية الاستعداد لملء الفراغ بعد انهيار هذا المشروع.
وخلال ندوة صحفية في مدينة حيفا، قال: إن بداية نهاية هذا المشروع هي مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك، معرباً عن تفاؤله بـ«أننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني، ويجب أن نكون جزءاً من الجهود لتقصير هذه الفترة»(5).
طلاب جامعات غربية مع القضية الفلسطينية
جامعات وقف طلابها مع القضية الفلسطينية، رغم صعوبة الموقف من مواجهات مع رجال الأمن والفصل من الدراسة وخسارة رسوم الدراس.. وغيرها، هذا الموقف قهر الصهاينة وأوجعهم وأغمهم حزناً وهمّاً وكرباً!
ومما أغضب الصهاينة وأثارهم وقهرهم، خروج طلاب هذه الجامعات في أوروبا وأمريكا منددين بالإبادة الإنسانية في غزة، ومطالبين بمحاكمة قادة الصهاينة المسؤولين عن الإبادة!
وهؤلاء بعض الطلاب في: أمريكا، وسويسرا، والدانمارك، هولندا، وأستراليا، وإسبانيا، وألمانيا، وكولومبيا، والسويد، وآيسلندا، واليابان.. وغيرهم.
وقررت محكمة العدل الدولية (ICJ) إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو(6) لاستمراره في حرب الإبادة في غزة؛ مما جعله على حافة الانهيار العصبي، وسوف يُقهر الصهاينة ويموتون غيظاً حين تدخل جحافل الإسلام وجند الإيمان الأرض المباركة مهللين ومسبحين ومكبرين؛ (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم).
———————————————————
(1) وأخرجه أيضاً الطبراني، قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات.
(2) أخرجه أبو يعلى (6417)، والطبراني في الأوسط (47)، وابن عدي في الكامل (7/ 84).
(3) رواه البخاري (3640)، ومسلم (1921).
(4) «طوفان الأقصى هزيمة الصهاينة»، إسماعيل الشريف، باختصار وتصرف.
(5) اسأل أكثر، مباشر RT.
(6) جزء من تعليق د. عبدالله النفيسي في «إكس».