صدر مؤخراً عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاب «التجربة الثقافية لحركة حماس في السجون الإسرائيلية» للأسير الفلسطيني المحرر محمد ناجي صبحة.
ويحتوي الكتاب على 173 صفحة من القطع المتوسط، حيث يوفر مركز الزيتونة الفصل الأول منه مجاناً.
ويوضح الكتاب أن النشاط الثقافي في سجون الاحتلال عرف بداياته الفعلية مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأن العمل الثقافي لحركة حماس في السجون ممتد منذ نشأتها، ومستمر ما دام لديها كوادر في السجون، ويحظى باهتمام كبير من تنظيم «حماس».
عن المؤلف
ينحدر الكاتب محمد صبحة من بلدة عنبتا قضاء طولكرم، ولد في 13 أبريل 1974م، ونشأ في أسرة مجاهدة، ويعتبر نجل المرحوم ناجي صبحة، أحد قيادات ومؤسسي الحركة الإسلامية في فلسطين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت صبحة في 12 مايو 2021م بعد مداهمة منزله، وبعد قضائه 15 شهراً في الاعتقال حكمت عليه بالسجن لمدة 18 شهراً، وأفرج عنه في 9 أكتوبر 2022م.
وقضى صبحة نحو 20 عاماً في سجون الاحتلال، حيث شغل عضو الهيئة القيادية لأسرى «حماس»، وكان مرشحاً عن قائمة «القدس موعدنا» والناطق الإعلامي باسمها، وفق مكتب إعلام الأسرى.
عُرف صبحة بثقافته وتفانيه في خدمة إخوانه الأسرى، وله بصمات عديدة في سجون الاحتلال حيث قضى جل وقته في التأليف، فأنتج سلسلة كتب وعشرات الدراسات خلال فترة اعتقاله، ومنها «نحو وعي فلسطيني مقاوم»، و«نظريات في عمليات المقاومة».
لجان العمل الثقافي العاملة في الساحة الاعتقالية
يتناول الفصل الأول من الكتاب «لجان العمل الثقافي العاملة في الساحة الاعتقالية» من خلال 8 محاور، أولاها لجان العمل الثقافي.
ويعرض المؤلف في الفصل 5 لجان رئيسة عاملة في الساحات الاعتقالية، أولاها: اللجنة الثقافية، ويعرفها بأنها اللجنة الرئيسة المكلفة بإدارة العمل الثقافي في سجون الاحتلال، متشعبة الهيكلية تبدأ من اللجنة الثقافية العامة للهيئة القيادية العليا، لجنة الإعداد والتخطيط الثقافي والتربوي، وتمتد إلى اللجنة الثقافية العامة لكل سجن.
واللجنة الثانية مركز النور الذي يعد من أهم عناصر العمل الثقافي لدى حركة «حماس»، يختص بتدريس وتحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف وعلومهما.
وثالث اللجان جامعة الأحرار اللجنة المسؤولة عن متابعة منح شهادات التوجيهي والدبلوم والبكالوريوس.
أما اللجنة الرابعة «السياسية»، تعد إحدى لجان التثقيف والتوعية في السجون تقوم بخدمة أبناء حركة «حماس» في السجون بالوسائل والأنشطة ذاتها التي تعتمدها اللجنة الثقافية بدءاً بالنشرة والبيان مروراً بالندوة والمحاضرة وصولاً إلى الدورات السياسية المتخصصة وليس انتهاء بتوفير مواد تثقيفية سياسية للمجاهدين.
اللجنة الخامسة «الأمنية» ويطلق عليها بحسب مؤلف الكتاب دائرة التعبئة والتوجيه، ومن أهدافها، تحصين أبناء الحركة من السقوط الأمني والأخلاقي من خلال الدورات والدراسات والنشرات، والإشراف على إعداد الكادر الأمني بالتعاون مع اللجنة التربوية الثقافية، العمل على جلب الكتب والدراسات التي تعين على زيادة الوعي الأمني لدى أبناء الحركة، ورصد الانحرافات السلوكية ومحاولة علاجها.
ويتناول الفصل كذلك مصادر الثقافة لدى الأسرى في سجون الاحتلال، ويقسمها إلى قسمين: رئيسة مثل الكتاب والتلفاز والكادر الثقافي، وثانوية مثل الصحف والراديو والشريط.
كما يبرز الكتاب 3 محاور تسيطر على ثقافة حركة «حماس» في سجون الاحتلال، وهي: الثقافة الإسلامية، وثقافة المقاومة، والثقافة الحركية.
وفي محور آخر يشير له الكتاب حول إنتاج الأسرى في مجال الكتابة والتأليف عُرف باسم «أدب السجون».
وتنوعت إصدارات الأسرى في مجالات أدبية متعددة، مثل الشعر والرواية والقصة القصيرة، وفي الجانب الشرعي من فقه ودعوة وتفسير وتربية وتزكية.
بين الفصل أيضاً أن الأدب المقاوم نال النصيب الأوفر في كتابات الأسرى، سواء في التوثيق الذي غلب عليه توثيق تجاربهم في ساحات المقاومة وأقبية السجون، أم في الدراسات الأمنية التي لم تصدر إلا عن أسير محرر خاض تجربة التحقيق.
أما عن كيفية إخراج الدراسات من سجون الاحتلال، فيذكر المؤلف محمد صبحة وهو أسير محرر، عدة طرق وأساليب قديمة وحديثة لجأ إليها الأسرى لهذا الغرض، وهي:
– في الماضي كانت الدراسات تخرج مخطوطة مع المفرج عنهم، وكان ذلك مسموحاً به.
– كتابة الدراسات على أوراق دقيقة وإخراجها على شكل «كباسيل».
– تسجيلها صوتياً عبر المكالمات الهاتفية.
– تصوير أوراق الدراسات عبر الأجهزة الذكية وإرسالها على شكل رسائل إلى الخارج.
كما استعرض الفصل الأول عدة عقبات ومعوقات واجهت الحركة الثقافية في سجون الاحتلال، أبرزها حالة عدم استقرار في الساحة الاعتقالية، وتعرض الأسرى لتنقلات عدة بين السجون، وكثرة القيود المفروضة عليهم، وقلة الإمكانات، والتخوفات الأمنية.
وأورد الفصل في المحور الأخير العقبات الداخلية التي تؤثر على البرنامج الثقافي وتبطئ من سيره وتقلل من إنجازاته، أبرزها عدم إعطاء البرنامج حقه في الاهتمام، وفتور المجاهدين وعزوف بعضهم عن البرامج الثقافية، وعدم اعتماد برنامج ثقافي موحد للسجون.
للاطلاع على الفصل الأول من الكتاب وتحميله من هنا.