ستيفن سميث، أستاذ الاقتصاد في «كلية لندن الجامعية»، وله سجل حافل من الدراسات والأبحاث في مجال الاقتصاد البيئي، من أعماله الأخرى البارزة كتاب «اقتصاد بريطانيا الخفي» (1986م)، يعمل سميث أيضًا عضوًا في اللجنة الأكاديمية بوزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية المعنية بالاقتصاد البيئي، وكمستشار لعدد من الوزارات والمنظمات الدولية.
عن الكتاب
صدر كتاب «الاقتصاد البيئي: مقدمة قصيرة جدًا» باللغة الإنجليزية عام 2011م، وترجمته مؤسسة هنداوي إلى العربية عام 2013م، ويتألف الكتاب من 132 صفحة موزعة على 5 فصول، ويهدف إلى توصيل الأفكار الرئيسة في الاقتصاد البيئي إلى جمهور واسع.
مقدمة الكتاب
يبدأ سميث مقدمة كتابه بمناقشة العلاقة الحيوية بين النشاط الاقتصادي والبيئة، مشددًا على أن الاقتصاد يمثل ركنًا أساسيًا في حياة الناس اليوم، في ظل التهديدات البيئية المتزايدة وندرة السياسات البيئية الفعالة.
الفصل الأول: العلاقة بين الاقتصاد والبيئة:
يستهل ستيفن الفصل الأول بالحديث عن حادثة «الضباب الدخاني» في لندن عام 1952م، التي كانت سببًا في سن قوانين جديدة للحد من التلوث البيئي، مثل قانون الهواء النقي لعام 1956م، يوضح سميث كيف أن التدابير الصارمة، مثل تحويل محارق الفحم المفتوحة إلى أفران مغلقة تعمل بأنواع وقود نظيفة، أدت إلى تحسن كبير في نوعية الهواء في لندن.
الفصل الثاني: كيفية مكافحة التلوث البيئي:
يناقش سميث في هذا الفصل النظرية الاقتصادية للسيطرة على التلوث، بدءًا من طرح أسئلة حول مدى قبول المجتمع للتلوث والتكاليف المرتبطة بمكافحته، ويشير إلى ضرورة تقييم كل جنيه يُنفَق على مكافحة التلوث ومنافعه، كما يعرض سميث دراستين مهمتين؛ دراسة رونالد كوز حول التكلفة الاجتماعية، ودراسة تتعلق بالحد من الأمطار الحمضية في أوروبا.
الفصل الثالث: أدوات السياسة البيئية:
يتناول سميث في هذا الفصل أدوات السياسة البيئية، مشيرًا إلى 3 صور لتنظيم التلوث الصناعي؛ فرض استخدام تقنيات معينة، ووضع حدود للتركيزات الملوثة، وفرض قيود على إجمالي الانبعاثات، يشدد سميث على أهمية تخطيط الضرائب البيئية وتطبيقها بدقة لتحقيق الأهداف البيئية المنشودة.
الفصل الرابع: الاحترار العالمي وتغير المناخ:
يستعرض سميث في هذا الفصل ظاهرة الاحترار العالمي وتغير المناخ، مبينًا كيف يمكن أن تؤدي هذه الظواهر إلى دمار كبير للأجيال المقبلة، ويشير إلى الإجراءات الدولية المتخذة، مثل قمة الأرض عام 1992م، وجهود الدول في حماية مدنها من الفيضانات والكوارث الطبيعية، مثل حاجز التايمز في لندن.
خاتمة
يلخص سميث أهمية السياسات البيئية الجادة للحد من الأخطار البيئية وتحسين جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية، ويؤكد ضرورة استمرارية العمل البيئي وتطويره لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة في عصرنا الحديث.
تقييم الكتاب
يوفر كتاب «الاقتصاد البيئي: مقدمة قصيرة جدًا» قراءة شاملة ومبسطة لفهم العلاقة بين الاقتصاد والبيئة، وأهمية السياسات البيئية الفعالة، ويجمع سميث بين الخبرة الأكاديمية والتحليل العملي، مما يجعله مرجعًا مهماً للباحثين وصناع القرار وكل من يهتم بقضايا البيئة والاقتصاد.