يُعتبر ياسر النمروطي أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية التي ساهمت في تأسيس وتطوير العمل العسكري لحركة «حماس»، وله تأثير كبير على مسار المقاومة.
النمروطي، المعروف بكونه القائد العام الأول لـ«كتائب الشهيد عز الدين القسام»، كان له دور بارز في تأسيس العديد من الأطر التنظيمية والعسكرية لحركة «حماس».
ومن بين إنجازاته، يُنسب إليه تأسيس المدرسة الإعلامية لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بهدف تعزيز وتطوير الرسالة الإعلامية للحركة.
إليك بعض المحطات البارزة في حياة الشهيد ياسر النمروطي:
1- النشأة والتكوين الديني:
وُلد ياسر النمروطي عام 1964م في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، من صغره، كانت له علاقة قوية بالمسجد، حيث كان يواظب على أداء الصلوات الخمس، وخاصة صلاة الفجر، في مسجد الإمام الشافعي بخان يونس.
وشارك في الأنشطة الدعوية والثقافية والرياضية، وحفظ القرآن الكريم والسُّنة النبوية؛ مما ساهم في تكوين شخصيته الإسلامية والقيادية.
في نهاية حقبة سبعينيات القرن الماضي، درس النمروطي في الجامعة الإسلامية بغزة تخصص الشريعة وأصول الدين، وانضم إلى ذراعها الطلابية «الكتلة الإسلامية» التي كان يرأسها يحيى السنوار، رئيس مجلس طلاب الجامعة، الذي كان آنذاك مسؤول أول جهاز أمني للحركة اسمه «مجد»، حيث جنَّد النمروطي فيه، وطلب منه تشكيل خلية أمنية لمتابعة ومراقبة ظاهرة الجواسيس وجمع معلومات عن المواقع العسكرية لجيش الاحتلال.
2- العمل الدعوي والتربوي:
قبل انخراطه في العمل العسكري، بدأ النمروطي في العمل الدعوي ضمن أنشطة المسجد، وكان له دور كبير في نشر رسالة حركة «حماس»، وعمل كمعلم ومربٍّ للشباب في معاهد التعليم المهني، مما أكسبه شعبية واسعة بين الشباب الفلسطيني.
3- المدرسة الإعلامية:
كما اهتم بالجانب الإعلامي بشكل كبير، وكان أول من ظهر في فيديو لـ«كتائب القسام» وهو يرتدي الكوفية الحمراء، ووضع أسس المكتب الإعلامي لـ«القسام»، وطور أدواته من كتابة الجدران للبيان للفيديوهات.
4- العمل الأمني والمطاردات:
مع تأسيس الجهاز الأمني لحركة «حماس» المعروف بـ«مجد» قبيل الانتفاضة الأولى، شكّل النمروطي خلية أمنية في معسكر خان يونس لملاحقة العملاء وتنفيذ عمليات نوعية ضدهم، تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، لكنه كان يعود كل مرة أشد عزيمة وإصرارًا على مواصلة العمل.
5- الانتفاضة الأولى (1987م):
برز دوره بشكل كبير خلال الانتفاضة الأولى، حيث كان ينظم المظاهرات والمسيرات، ويحرض الشباب على مواجهة قوات الاحتلال بالحجارة والعبوات الحارقة.
6- تأسيس «كتائب القسام» (1989م):
انضم النمروطي إلى الجناح العسكري لحركة «حماس» في عام 1989م، وساهم في تجنيد المجاهدين وتوفير الدعم اللوجستي لهم، واهتم بإعداد المجاهدين من الناحية التربوية والبدنية، وشارك في بناء الهيكل التنظيمي لـ«كتائب القسام»، مما عزز من قدرتها على مواجهة الاحتلال.
7- القيادة والاستشهاد (1992م):
تولى النمروطي قيادة «كتائب القسام»، وأصبح القائد العام الأول لها، في 15 يوليو 1992م، استشهد بعد اشتباك مع قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في حي الزيتون بغزة، واستمرت الاشتباكات عدة ساعات، حيث واجه النمروطي سرية عسكرية كاملة بمفرده حتى استشهد.
استشهاده كان له أثر كبير في زيادة الروح المعنوية بين الشباب الفلسطيني وتحفيزهم للانضمام إلى المقاومة.
يُعتبر النمروطي من الشخصيات الرمزية التي كان لها دور بارز في تطوير العمل العسكري لحركة «حماس»، وساهمت في بناء قدرات المقاومة الفلسطينية بشكل كبير.
_____________________
1- المركز الفلسطيني للإعلام.
2- موقع فلسطين أونلاين.
3- موقع الخنادق.
4- موقع صحيفة السبيل.