أعلن الوزيران في حكومة الحرب الصهيونية بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، مساء أمس الأحد، استقالتهما اعتراضاً على الطريقة التي يدير بها نتنياهو الحرب على غزة.
واتهم غانتس، وآيزنكوت، الشريكان في حزب «معسكر الدولة» (12 نائباً من أصل 120 بالكنيست)، نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، ولا سيما القضاء على حركة «حماس» وإعادة الأسرى من القطاع، وفق وكالة «الأناضول».
وقال غانتس، المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة، خلال مؤتمر صحفي: بقلب مثقل؛ أعلن رسمياً انسحابي من حكومة الطوارئ.
وأضاف: نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي، الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الإستراتيجية في حرب غزة.
https://x.com/aa_arabic/status/1799911614302294291
وتابع غانتس، رئيس الأركان الأسبق: لا بد من تحديد موعد متفق عليه للانتخابات (مبكرة) في أسرع وقت ممكن.
ومتفقاً مع غانتس، قال آيزنكوت، رئيس الأركان السابق: شهدنا مؤخراً أن القرارات التي اتخذها نتنياهو ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد.
وتابع، في رسالة استقالة أرسلها إلى نتنياهو، أن مجلس الوزراء لم يتخذ قرارات حاسمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
محللون أشاروا إلى أن استقالة غانتس، ومن معه آيزنكوت، حملت العديد من الدلالات والرسائل التي تعكس الهزيمة التي مُني بها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من هذه الحرب.
انهيار الجبهة الداخلية
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبدالله الشايجي، عبر حسابه في منصة «إكس»: ضربات موجعة لنتنياهو تضاف لتفكك وانهيار الجبهة الداخلية وسقوط أخلاقي وهيبة الاحتلال وعزل ونبذ في الخارج.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إلى أن استقالة غانتس، وآيزنكوت، ليست قضية هامشية، مبيناً أن حكومة الطوارئ تمّ تشكيلها بعد 7 أكتوبر كي تعكس الوحدة الوطنية في مواجهة «تهديد وجودي».
وأضاف الزعاترة، في حسابه على منصة «إكس»، أن الاستقالة تأتي بعد 8 شهور من الحرب، وفي ظل إجماع على الفشل في تحقيق أهدافها وهُراء نتنياهو عن «النصر المطلق».
اعتراف بالفشل
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني، أوضح أن استقالة غانتس بمثابة اعتراف صريح بفشل «إسرائيل» فشلاً ذريعاً بالحرب على غزة؛ لأنه من الطبيعي في أوقات الحروب تتوحد الشعوب والحكومات، لكن الآن نشهد حالة من الفوضى والانقسامات داخل حكومة الحرب.
وأشار العناني، عبر مقطع فيديو نشره في حسابه على «تيك توك»، إلى أنها تضع نتنياهو تحت ضغط شديد فيما يتعلق بابتزاز اليمين المتطرف خاصة الوزيرين الفاشيين في حكومته بن غفير، وسموتيريتش.
كما اعتبر استقالة غانتس عبئاً كبيراً على إدارة الرئيس الأمريكي التي تسعى إلى إنجاز صفقة رهائن قد تحسن من ظروف بايدن الانتخابية داخلياً، وبالوقت نفسه تقلل من حدة التوتر في المنطقة العربية خاصة في محاولات قيام البعض في القفز للأمام من أجل الدخول في حرب مع «حزب الله» على الجبهة الشمالية «الإسرائيلية» وبالتالي الخاسر الأكبر إدارة بايدن.
تداعيات استقالة غانتس
ويرى المختص بالشأن الصهيوني عادل أبو منصور، وفق ما نقلت عنه شبكة «الهدهد»، أن استقالة غانتس وحزبه من حكومة الحرب ستزيد من الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو بخروج مظاهرات كبيرة، ويمكن أن يتخللها عنف مع الشرطة أو مع مجموعات متطرفة.
ويضيف أنها ستزيد من عزلة الكيان الصهيوني على الساحة الدولية، وسوف تتعالى الأصوات أكثر لوقف الحرب.
وأوضح أبو منصور أنه أمام هذه الضغوط سيجد نتنياهو نفسه أمام خيارين كلاهما ينطوي على أخطار سياسية؛ الأول: يتمثل بالاندفاع للأمام أكثر بعدم التجاوب مع جهود الوسطاء للتوصل لصفقة تبادل والانغماس في الحرب أكثر، وفتح جبهه مع لبنان، والخيار الثاني: التقدم نحو إنجاز صفقة تبادل لقطع الطريق على معارضيه، علماً أن هذا سيكلفه تفكيك الحكومة والذهاب لتقديم موعد الانتخابات.
وتابع أن استقالة غانتس سوف تؤثر على الروح القتالية للجنود مع تزايد الدعوات لجنود الاحتياط بعدم الذهاب للخدمة.
من جانبه، أكد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن استقالة غانتس بعد عملية النصيرات بيوم واحد تعني أن هذه العملية فاشلة، ولم يكن لها قيمة حقيقية، سواء عسكرياً أو إستراتيجياً، وأنها مجرد حركة دعائية لنتنياهو.
وقال، عبر حسابه على منصة «إكس»: لو أن غانتس يؤمن بجدوى العملية ونجاحها لما استقال، ولو كان مؤمناً بقدرة المركب الذي هو فيه على النجاة لما قفز منه خشية الغرق.
وأضاف: يبدو أن حالة النشوة الحمقاء بالعملية قد تم القضاء عليها تماماً، عبر فيديو «القسام»، ثم استقالة غانتس.
وتوقع زياد انتهاء ما يسمى «مجلس الحرب»، خاصة مع عدم رغبة نتنياهو بإضافة بن غفير للمجلس، وعدم قدرته على إقناع جدعون ساعر (استقال في 25 مارس 2024م) بالانضمام، وزيادة حدة الخلاف بين قيادة العدو، وتقوية موقف عائلات الأسرى على صعيد التظاهر والتضامن والشغب، وتراجع شرعية قيادة الكيان في خوض الحرب، مما سيقيد السلوك العملياتي قليلاً، وزيادة الضغط الأمريكي على نتنياهو.