من الأمور الصعبة في الحرب على قطاع غزة النزوح من مكان إلى آخر، لا تعرف ملامحه، ولا تعلم أصلاً أين تسير، تشعر في تشتت تبحث عن الأمان!
ملامح الحيرة والخوف ترتسمان بخطوط دقيقة وواضحة على وجوه أهل غزة.
هذه الملامح تكون أشد حيرة ووجعاً غائراً في قلب كفيفات غزة، فإنهن يعانين أضعاف معاناة غيرهن، فإنهن تركن ملامح بيوتهن التي حفظنهن من خلال أيديهن ليتعرفن على كل صغيرة وكبيرة في بيوتهن.
نزوح الكفيفات
اليوم من الصعب لأيديهن أن تحفظ أي ملامح، فإنهن ما يلبثن فترة قليلة من بعد نزوح حتى يأتي النزوح لمكان آخر يجهلن كل تفاصيله.
حيث يسرن في خطوات مثقلة وأيادٍ مرتجفة تمسك بيد أي أحد ممكن أن يساعدها في سير الخطوات إلى أي مكان بحثاً فيه عن الأمان.
تشتت كبير على قلوبهن التي أوجعتها صواريخ الاحتلال والاجتياح الذي لم يرحم ضعفهن، فلا فرق بين أحد، فالجميع لدى صواريخ الاحتلال محل للاستهداف.
ويزداد الوجع حينما لا تجد أي منهن منزلاً يحتوي ضعفها فلا يكون خياراً آخر أمامها بعد جولات كثيرة من الانتقال هو النزوح إلى خيمة زادت بها حرارة الشمس معاناتهن، فأدت ارتفاع الحرارة إلى ارتفاع الأوجاع في أجسادهن اللاتي أصبحت نحيلة.
الخوف وحرارة الصيف وصواريخ الاحتلال لم تجتمع على خيمتها الضعيفة فحسب؛ بل اجتمع على قلوبهن الأمر الذي جعل العديد من الأمراض تصيبهن، ولا يجدن أدنى مقومات العلاج أو حتى الحصول على مسكن يسكن أوجاعهن لبعض ساعات.
مقومات ضعيفة
في الخيمة من الصعب أن تجد الكفيفة معنى الحياة، فهي تفتقد لأدنى مقومات الحياة؛ فلا ماء يكفي ولا طعام يغني من جوع، ولا يجدن أبسط الاحتياجات الأساسية لهن.
وفي الوقت نفسه، نجد المؤسسات الحقوقية الدولية تتغنى بشعارات رنانة عن حقوق المرأة والتحرر، فأين هذه المؤسسات من حقوق الكفيفات؟!
لماذا لم تتحرك هذه المؤسسات من أجل كفيفات غزة؟! لم نسمع بتصريح واحد يطالب الاحتلال بتوفير أدنى مقومات الحياة أو توفير الأمان لهن.
فكثير منهن ليس فقيرات فحسب؛ بل يعشن أدنى بكثير من خط الفقر، فأين أنتن أيها المؤسسات من معاناتهن؟!