تواصلت الجهود الأمنية والمرورية في دولة الكويت بإشراف ميداني من اللواء يوسف الخدة، وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور والعمليات، لتنفيذ حملات مكثفة خلال الفترة الماضية بهدف ضبط الوضع المروري والأمني على الطرق الداخلية والخارجية في جميع المحافظات.
وخلال هذه الحملات الأمنية، تم تحرير 37 ألف مخالفة مرورية، وضبط 47 مستهترًا، وتم إحالة 101 مركبة، و110 دراجات نارية إلى كراج الحجز، بالإضافة إلى إحالة 26 شخصًا إلى نيابة الأحداث بعد ضبطهم يقودون مركبات بلا رخص سوق.
وبحسب ما صرح به المقدم عبدالله بوحسن، رئيس قسم العلاقات العامة والتوعية بالإدارة العامة للمرور، فإن دوريات إدارات الحركة المرورية في المحافظات الست قامت بتنفيذ عدة حملات أمنية مرورية خلال الأسبوع الماضي؛ ما أدى إلى تحرير 37 ألفًا و831 مخالفة متنوعة، وضبط 26 شخصًا يقودون مركبات من دون رخص سوق، و101 مركبة و110 دراجات نارية.
وأضاف بوحسن أنه خلال نفس الفترة، تعاملت دوريات الإدارة العامة للمرور مع 1183 حادثًا، منها 215 حادثًا بإصابات، و968 حادث مرور، وتم التعامل مع 4105 بلاغات.
وفي سياق متصل، نفذت دوريات شرطة النجدة عدة حملات أمنية ميدانية وانتشار أمني في مختلف المحافظات، أسفرت عن ضبط 71 شخصًا مطلوبًا أمنيًا وقضائيًا، وتم تسجيل 12 ألفًا و524 مخالفة مرورية، وضبط 150 مركبة مطلوبة، وإحالة 29 شخصًا إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
وتم التعامل مع 86 حادث مرور، و3 بلاغات خطف ومثلها سرقة، و9 بلاغات مشاجرة، و3 بلاغات اشتباه، و50 بلاغ حريق، وتم تسجيل 366 إثبات حالة وضبط 24 شخصًا لا يحملون إقامات.
وتعتبر زيادة حالات المخالفات المرورية في الكويت مشكلة تمتد إلى أبعاد أوسع من مجرد تجاوز القوانين المرورية.
هذا، وقد أوضح د. يعقوب الكندري، أستاذ الاجتماع في جامعة الكويت، أن زيادة حالات المخالفات المرورية تعود إلى ثقافة الفرد في المجتمع، وليس فقط في مجال المرور، بل في كافة الجوانب الحياتية.
ويشير الكندري إلى أن هناك دراسات علمية سابقة تثبت عدم الالتزام الكافي بالقانون ونقص الاحترام له.
وأضاف الكندري أن المشكلة ليست مقتصرة على المخالفات المرورية، بل تمتد لثقافة المجتمع في كيفية تطبيق القوانين وردع المخالفات، مشدداً على ضرورة تعزيز الوعي المروري بأهمية احترام القوانين وتداعيات المخالفات.
وأشار إلى أن بعض القوانين قد لا تكون كافية كرادع، مثل قانون تجاوز الإشارة الحمراء الذي يُعاقب بغرامة بسيطة، على الرغم من خطورة هذا الفعل الذي يعرض حياة الآخرين للخطر؛ وبناءً على ذلك، يجب تشديد العقوبات وتطبيقها بشكل فوري ومباشر.
يعتبر هذا النهج جزءًا من الإجراءات الضرورية التي يجب اتخاذها لتحسين الوضع وتعزيز الانضباط المروري.
ومن جانبه، أوضح د. خضر البارون، أستاذ علم النفس، أن تزايد حوادث المرور يعود جزئيًا إلى تصرفات بعض السائقين الشباب الذين يرى بعضهم أن الالتزام بالقوانين أمر مخجل ومعيب، وبالتالي يرون في تجاوزها مظهرًا من مظاهر الشجاعة والبطولة أمام الآخرين.
وأشار البارون إلى ضرورة التصدي لهذه الأفكار الخاطئة، حتى لا تصبح استخفافية القوانين المرورية أمرًا طبيعيًا ومصدر فخر بين الشباب، ولكيلا تتحول شوارعنا إلى ممرات للموت والإصابات، يجب أن نعمل على منع هذا السلوك الخطير وتشديد الرقابة لحماية الحياة البشرية.
ويُذكر أن حوادث الطرق تُعتبر أحد أسباب الوفاة الرئيسة في الكويت، حيث تودي بحياة العديد من الأشخاص شهريًا وتتسبب في العديد من الإصابات والإعاقات المستديمة.