امتاز العصر الذهبي لأهل الذمة من غير المسلمين في بلاد الأندلس الإسلامية بأن اليهود والمسيحيين كانوا يعيشون في سلام وطمأنينة وسط المسلمين في ظل حكم عادل رشيد لقادة المسلمين لقرون متتالية.
والذمي في عهد حكام الأندلس المسلمين لم يتمتع بكامل الحقوق التي كانت للمسلم حينها، ولكنه لم يُعامل معاملة العبد، بل كان يتمتع بحقوقه الكاملة التي كفلتها له دولة الإسلام، فكان الذميون يتمتعون بحرية الكسب والمعايشة وسط المسلمين في حال التزامهم وقبولهم بهذه الشروط الثمانية:
1- الاعتراف الكامل بالسيادة الإسلامية على البلاد.
2- قبول الحكم الإسلامي بكافة أحكامه.
3- الموافقة على دفع ضريبة الجزية للحكام المسلمين، وهي أعلى قيمة من الضرائب الأخرى.
4- التعهد بعدم استمالة المسلمين لدينهم.
5- الالتزام التام بالقيود المفروضة على بناء الكنائس والمعابد.
6- التعهد بعدم حمل السلاح.
7- الموافقة على عدم امتلاك عبيد لهم من المسلمين.
8- الإذعان والقبول بعدم الإرث من المسلمين.
هكذا كان يعيش أهل الذمة في عز مجد دولة الأندلس التي بلغت من الحضارة ما سطرته كتب التاريخ الإسلامي وغيرها، فلم يُؤذَ ذمي قبل بهذه الشروط، بل عاش بسلام في رغد من العيش وسط الدولة الإسلامية العريقة؛ تنفيذًا لأحكام الشريعة الإسلامية ولوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه أهل الذمة.