يسطر أبناء الشعب الفلسطيني في غزة العزة أروع الملاحم في القرن الواحد والعشرين، نعم فقدنا الكثير من الشهداء والجرحى، ولكنَّ عزاءنا قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة «أُحد» «لا سواء، قتلانا في الجنَّةِ وقتلاكُم في النَّارِ»، هذه أولى البشريات.
أما البشريات الأخرى ما نراه من الانقسام السياسي داخل الكيان الصهيوني المحتل، وكيف يعيش مجرم الحرب نتنياهو من اضطراب أمني وسياسي وهو يعلم أن وقف الحرب في غزة ما هو إلا دمار لحياته السياسية وربما سجنه، بل جنونه يقوده إلى التفكير باجتياح لبنان!
ومن البشريات أيضاً الاعترافات الأوروبية المتلاحقة بالدولة الفلسطينية؛ وهذه هزيمة سياسية كبرى للمحتل الغاصب.
هذا غير ما نراه من صمود خيالي فاق كل التوقعات من شعب الجبارين في غزة.. لكن ما المطلوب منا؟
مطلوب منا الدعم بكل صوره وأشكاله؛ المالي واللوجستي وإرسال الوفود الطبية، مثل الوفدين اللذين خرجا من دولة الكويت العظيمة بمواقفها التي منّ الله بها علينا، وكذلك الاستمرار في المقاطعة التي أرغمت الكثير من الشركات على مراجعة مواقفها الداعمة للكيان الغاصب، ويجب استمرار قوافل المساعدات العربية والإسلامية لأهلنا في غزة.
ومن البشريات عودة اللحمة العربية، ولو كانت شعبية؛ لرفع راية فلسطين، وتبيان أن لا حل إلا في الوحدة، وأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية.
وكذلك يجب على وزراء الإعلام العرب أن يعيدوا المسميات إلى أصولها، ولتقدم وزارة الإعلام الكويتية بمقترح لوزراء الإعلام العرب بتعديل المسميات، فلا وجود لدولة «إسرائيل»، وإنما الكيان الصهيوني المحتل، وكذلك وصف من يموت من الفلسطينيين بالشهداء، ووصف المقاومة بالمقاومة البطلة في فلسطين.
وأتمنى أن يكون هناك يوم إعلامي مشترك في كل القنوات العربية والإسلامية الخاصة والحكومية، يسمى «يوم غزة أو فلسطين»، ويفضح كل الممارسات الصهيونية أمام العالم.
إن هذه الأمور وإن كانت بسيطة، ولكنها في الجانب المعنوي للأشقاء تعني الكثير.
حفظ الله فلسطين وشعبها.
*******
نكشة: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض!