يقف المرء احتراماً وتقديراً ويرفع العقال والقبعة للإنجازات الكبيرة التي يقدمها العم عبدالعزيز سعود البابطين في مختلف بقاع العالم بمختلف المجالات باسم الكويت، منافساً الصندوق الكويتي للتنمية في الانتشار، ومنافساً المجلس الوطني للثقافة والجمعيات الثقافية في العطاء الثقافي.
وقد قامت «رابطة الأدباء الكويتيين» بتكريمه برعاية وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح، وحضور ثلة من الأدباء والإعلاميين الكويتيين، وهو بالفعل يستحق التكريم، فمثله قدم للكويت ما لم يقدمه من هو أغنى منه، ومن هو أقدم منه بالتجارة، وفاء لبلده الذي أعطاه وأغناه.
حصل عبدالعزيز البابطين على 11 شهادة دكتوراة فخرية، ومُنح 16 وساماً وجائزة، من عدة جامعات ومراكز علمية وبحثية، وتم تكريمه من أكثر من 46 مؤسسة علمية وفكرية وثقافية واجتماعية، من مختلف دول العالم.
وأنشأ 7 مؤسسات متخصصة في الثقافة، في الكويت وخارجها، وأقام العديد من الدورات والملتقيات الأدبية، ودعا لتلك الملتقيات أكثر من 8000 ضيف من خارج الكويت، وأصدر أكثر من 270 كتاباً وموسوعة في الأدب والشعر والترجمة، ولديه مسابقات وجوائز سنوية بمئات الآلاف من الدنانير.
وتكفل بتعليم أكثر من 6000 طالب، وعقد أكثر من 400 دورة في عروض الشعر واللغة العربية، تخرج فيها أكثر من 20 ألف دارس، ونظم عدة دورات لأكثر من 2000 مرشد سياحي إسباني لتصحيح معلوماتهم التاريخية حول الأندلس، وأنشأ أكثر من 23 مدرسة ومعهداً وكلية حملت اسم الكويت.
وبنى مركز البابطين للحروق وجراحة التجميل في الكويت، وبنى ورمم عدة مساجد في عدة دول، وحفر عشرات الآبار في الصحاري للرعاة.
ونستطيع أن نطلق على العم عبدالعزيز البابطين «أسطورة العطاء الثقافي»، فقد سبق زمانه، وأنجز أعمال دول لا أشخاص أو مؤسسات، وأعطى عطاء من لا يخشى الفقر.
وندعو العم بوسعود في هذه المرحلة إلى أن يوجه عطاءاته إلى دعم المراكز الإسلامية في أوروبا، حيث يحتاج الجيل الثاني والثالث منها إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية واللغة العربية، والاتجاه نحو الوسطية، من خلال المساهمة في بناء تلك المراكز ورعايتها، ودعم مدارس اللغة العربية والدين والمسلمين الجدد، وإقامة دورات في اللغة العربية والأخلاق الإسلامية، وعلاقة التاريخ الإسلامي بأوروبا، ضمن مسابقة سنوية.
شكراً لك مرة أخرى عم عبدالعزيز البابطين على هذه العطاءات، التي نشرت من خلالها اسم دولة الكويت وعلمها في جميع المحافل الدولية، الثقافية والعلمية والفنية، وعلى جميع المستويات، فكان عطاء بلا حدود، وشكراً لرابطة الأدباء الكويتيين على هذا التكريم، التي تميزت ببرامجها المتعددة والمتنوعة.
*******
يعد أ.د. عبدالرحمن الحجي أحد أكبر علماء التاريخ الأندلسي في العصر الحديث، وكعادة علمائنا العرب، لا يجدون من يحتويهم ويستقطبهم، فظل يتنقل من جامعة إلى أخرى، ومن بلد عربي إلى آخر، حتى استقر به المقام في إسبانيا، التي استكمل فيها أبحاثه ودراساته الأندلسية، حيث تمكن من الاطلاع على آلاف الوثائق التاريخية والمخطوطات، وسيرته العلمية مليئة بالعطاءات المتميزة.
وهو يحب الكويت التي عمل بها أستاذاً في قسم التاريخ بجامعة الكويت في السبعينيات، وظل يتردد عليها، وكل أمله أن يعيش بقية حياته فيها، بسكن بسيط يضع فيه مكتبته الخاصة التي سيتبرع بها بعد وفاته للكويت، وأن يوفَّر له مكان للبحث والكتابة براتب يكفيه مؤونته، وهو رجل كريم النفس متعفف، واضطر للعمل في إسبانيا وهو في الثمانين لكفاية نفسه، فهل من مبادرة من مؤسسة بحثية أو علمية لاستيعابه؟!
_______________
المصدر: جريدة «الوطن»، 18 ديسمبر 2013م.