في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، كتبت عن أول رواية قصيرة لخيري شلبي، وكان اسمها السنيورة ومعها بعض القصص القصيرة. ولعلي أول من كتب عنها. ظهرت الدراسة في مجلة “الكاتب” وكان رئيس تحريرها آنئذ الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور. ويديرها الدكتور على شلش-رحمهما الله- لم تعجب الدراسة خيري شلبي، ووصفني بالرجعية لأنني عدّدت سلبيات الرواية ومن بينها اللغة التي حفلت بأخطاء النحو والصرف والخلط بين الفصحى والعامية، فضلا عن موضوع الرواية وبنائها الفني.
علاقتي بخيري قديمة منذ الستينيات، وكان يومها محررا في مجلة الإذاعة، وكنت كاتبا بالقطعة أنشر فيها بعض المقالات القصيرة. وعرفته عن قرب، فقد كان من أبناء منطقتنا الجغرافية، وله فيها معارف وأقارب.
كنت متعاطفًا معه على المستوى الشخصي بسبب ظروفه الاجتماعية، وتابعت مسيرته الثقافية مذ كان يكتب أعمالًا درامية للإذاعة، ويعدّ بعض البرامج التي تذاع على الهواء، حتى استطاع أن ينضم إلى المجموعة التي تتصدر المشهد الثقافي والدعائي في عهد وزير أسبق للثقافة، وتعرض له مسلسلات على شاشة التلفزيون وأفلام في دور السينما، وقرأت معظم أعماله الروائية والقصصية تقريبًا، ورأيت أنه لم يتخلص تمامًا من الخصائص السلبية التي رصدتها في بداياته، وانزلق إلى ما يمكن تسميته بالهجائيات السياسية لعصر السادات، ثم أخذه بالوصفات غير الفنية التي تساعد على الرّواج لمؤلفاته وكتبه مثل الجنس والشذوذ والتجديف والعبودية للاستبداد، وهو ما دفع المهيمنين على الثقافة والنشر ليغدقوا عليه اهتماما غير عادي بالجوائز والأوسمة والدعاية.
حكاء شفاهي
خيري على المستوى الشخصي حكّاء شفاهي بامتياز، يحكي قصصًا واقعية يحفظ تفاصيلها الدقيقة جيدًا، ويشوّقك للسماع، وكان رحمه الله يسيطر على الجلسة التي يتحدث فيها بحكم ما يمتلكه من قدرة على التشخيص والتأثير النفسي على مستمعيه.
وأتصور أن انضمامه إلى قافلة الكتاب الذين يتناولون الشأن الطائفي في صورة المظلومية، متجاهلين مظلومية الأكثرية الساحقة ومعاناتها في حياتها اليومية والإنسانية، جاء استجابة لرغبة القوى المسيطرة على الواقع الثقافي، ومحاولتها خدمة أهداف غير ثقافية وأدبية، لاسيما وأن عددًا كبيرًا من الكتاب انجذب إلى الموضوع الطائفي وتناوله من جانب واحد، ونظر إليه بعين واحدة بعيدًا عن الموضوعية والتوازن. وأظن أن المصريين على اختلاف انتماءاتهم يعانون معاناة مشتركة في الحياة اليومية، ولعل الطائفة أفضل حالًا حيث تتمتع بوضع اقتصادي أفضل من وضع الأكثرية الساحقة، وتقوم الكنيسة بتوفير الدعم لفقرائها، ثم إنها تسعى بحكم سطوتها وقوتها لحل ما يعترض أفراد الطائفة من مشكلات مادية أو معنوية.
العتبات والنهايات
تأتي صورة غلاف روايته إسطاسية، (دار الشروق، القاهرة، ط5، 2019م، 256 صفحة، قطع متوسط) مزيجًا من اللون البني والأصفر الداكن مع خلفية بعيدة من الأزرق الفاتح لتقدم صورة لبيت ريفي قديم عالي الجدران متآكل الملاط من أسفل، مرتفع الباب الخشبي الذي يمثل المدخل، أمامه حمار يبدو عليه الإنهاك وفلاح شبه بائس يرتفق عصا طويلة، ومن الجانب الأيسر هناك باب من الصاج لمحل مغلق مكتوب في أعلاه شركة… دون بقية العنوان، ويظهر أمامه النصف الخلفي لدراجة هوائية، وفي الصفحات الداخلية بعد الغلاف، أغنية شعبية مصرية قديمة فيها خليط من المشاعر الدينية، ومواقف بعض المصريين وظروف حياتهم ولعل تتوازى مع الحياة المشحونة بالمتاعب والمصاعب وانحراف الشخصيات التي تملأ الرواية بأطماعها وجشعها وعدوانها وفسادها :
واحد اتنين سرجي مرجي
انت حكيم ولا تمرجي
أنا حكيم الصحية
العيان أديله حقنة
والجعان أديله لقمة… (الرواية، ص 5).
وهي أغنية قديمة كنا نرددها في طفولتنا البريئة قبل سبعين عامًا أو يزيد ونحن نلعب في شوارع القرية وحاراتها دون أن نفهم معناها أو دلالتها.
الأولة في الغرام
وفي صفحة أخرى، اقتباس من أغنية بيرم التونسي التي تغنيها أم كلثوم وتحمل رثاء ملتاعًا للابن الوحيد الفقيد، وقيل إن بيرم كتبها بعد فقْدِ الملحن زكريا أحمد لابنه الوحيد:
حطيت على القلب إيدي وأنا بودّع وحيدي
وأقول يا عين اسعفيني يا عين وبالدمع جودي (الرواية، ص7).
ولعله أراد أن يكشف عن لوعة الأم إسطاسية التي قتل ولدها- الحدث المحور في الرواية- ولم يعرف قاتله لسنوات، حتى تم الاعتراف من جانب بعض الشخصيات الروائية بالجريمة!
وتأتي عناوين فصول الرواية مزيجًا من عناوين قصائد الشعر والتشويق الصحفي، وأداء يكاد يكون فيه شيء من المجاز الذي يخدم عملية التشويق: إحياء النار- توءمة الألم- وريث أبجدية الحجر-خطبة منبرية حمقاء- التفسير العتماني للعائلة- شر المخبّي- ثقب على منور داخلي- اكتشاف الخال… وهكذا.
أما الغلاف الخلفي، فهو مساحة بيضاء على قسمين، الأول وهو الأكبر فيه تعريف بالرواية وطريقة سردها وإشادة بالكاتب الذي يجيد غزل الحكايات المتتالية التي تشكل العالم السحري الأخّاذ، حسب التعريف.
الفانتازيا التاريخية(؟)
القسم الآخر من الغلاف الخلفي تقديم للكاتب (1938- 2011م) ومكان مولده بمحافظة كفر الشيخ، وعدد كتبه المتنوعة التي جاوزت السبعين، وتسمية بعضهم له برائد الفانتازيا التاريخية(؟)في الرواية العربية، والجوائز والأوسمة التي حصل عليها، وترشيحه من جهات كندية لبعض الجوائز. مع إشارة إلى ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية.
وأيا كان الأمر فالذي يعنينا الآن هو ما قاله في رواية إسطاسية التي تثير الموضوع الطائفي ومعالجته في إطار عام يشمل جانبا من حياة المصريين في القرية المصرية أو الريف المصري، عبر الذهاب إلى أصول السكان وجذورهم، وتفسير سلوكهم الاجتماعي والعقدي من خلال الانتماء إلى هذه الجذور، وهو ما نتعرف عليه في عناصر العرض الروائي.
المكان
تبدو المساحة الشاسعة التي تتحرك فيها الأحداث الرئيسية والشخصيات ممتدة من وسط الدلتا إلى شمالها وقد تصل إلى القاهرة أحيانا، تعبر الحدود إلى الخليج (الكويت والسعودية) وتبقى خصوصية المكان الأساسي (شمال الدلتا) بحكم نشأة الشخصيات الرئيسية أو استيطانها، حيث يصنع العادات والتقاليد وسلوكيات الأفراد والعائلات، وما ينتج عن ذلك من علاقات وأحداث نطالعها على امتداد صفحات الرواية.
منية الكردي وعزبة نصيف ومنشية العرب وعزبة الحجر ونجع النصارى ومحلة أبو مريكب، (الرواية، ص9)، هذا هو الفضاء الجغرافي المركزي للأحداث وحركة الشخصيات اليومية، ويمتد بعدئذ إلى طنطا ودسوق وكفر الشيخ والعاصمة في حالات استثنائية أو تفرضها الضرورات.
تدور أحداث الرواية في قرية من قري كفر الشيخ، قريبة لما يُعرف بالبراري، ومعظم سكانها ليسوا من الفلاحين المستقرين. كانت منطقة البراري تعيش على الصيد والقنص، وفجأة أعطت الحكومة هذه الأراضي الشاسعة للذين يقدرون على زراعتها ومن يستصلح قطعة أرض يتملكها. ووضَع القادرون أيديهم على هذه الأراضي الشاسعة وهم ليسوا فلاحين في الأصل فاختلط الحابل بالنابل وأفسدوا العلاقات. “لقد تخمّرت فيهم روح الصحراء الغدارة القاسية، روح الإغارات الدائمة للقنص والسلب والسبي وتقطيع الرقاب بغير حساب لخطف النياق والأغنام والقوافل، لقد صدعوا بنية المجتمع في شمال الدلتا وطبعوه بلون من العنف أشد فتكا ووحشية من المغول والتتار، إن التحاقهم بالمجتمع المدني الحضري أغراهم به فأساءوا استغلاله، صحيح أنهم تماهوا معه قليلا فاستصلحوا الكثير من الأراضي البور في البراري بمياه جوفية وطلمبات وماكينات، إلا أنهم في المقابل نشروا في البراري شريعة الغاب وسيادة القوة الغاشمة.”
أبجدية الحجر
في عزبة الحجر المقامة فوق تل جبلي صخري، تعيش الشخصية التي حملت الرواية اسمها وهي إسطاسية أرملة المقدس جرجس غطاس، حيث توقظ القرى الأخرى في السفوح مع أذان الفجر بلهيب النيران المنبعثة من حرقة بكائها ودعواتها حزنًا على ابنها القتيل محفوظ جرجس غطاس الذي قتل غدرًا ولم يعرف قاتله. المكان صار مرادفًا للمحنة التي تعيشها الأم في لوعتها وحرقتها انتظارًا للعدل الإلهي، وعزبة الحجر يقطنها طائفة من الأقباط(النصارى)، وفيها كنيسة واحدة، وهي أقدم وأعرق من كل البلدان المحيطة بها التي كانت في الأصل محلات ومنتجعات اشتراها إخوتنا العرب القدامى، قبيلة بجوار قبيلة، أطلقوا عليها اسم قبائلهم التي شرف النصارى بودّهم منذ الفتح الإسلامي، الذين فتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم حتى صاروا من أبناء الثقافة العربية الإسلامية دون أن يخسروا شيئا لأنهم في النهاية أبناء ملة واحدة هي ملة إبراهيم عليه السلام (الرواية، ص 38).
الضيوف
وهذا التصور ترديد لكلام بعض المتمردين الطائفيين الذين يزعمون أن المسلمين ضيوف على أهل البلاد الأصليين، أي النصارى. وبالطبع هناك حدود بين صاحب البيت والضيف، بينما المسألة غير ذلك إلى حد كبير. فمصر التي فتحها المسلمون كانت أكثريتها الساحقة وثنية وقليل منهم نصارى، والفاتحون الإسلاميون الذين دخلوا مصر المحتلة بالرومان آنئذ، لم يزد عددهم عن أربعة آلاف مقاتل مسلم متنوعي الجنسيات: عربية وفارسية وإفريقية وغيرها، عاد كثير منهم إلى أرض الحرمين الشريفين، وعلى مدى السنوات التالية دخل كثير من أهل البلاد وثنيين ونصارى ونوبيين الإسلام، وتعربت مصر لغة وثقافة دون فرض أو إكراه، أو تخلصًا من عبء الجزية كما يدعي بعضهم، فالجزية لم تفرض إلا على القادرين، وهي أقل بكثير من قيمة الزكاة التي تفرض على أغنياء المسلمين بوصفها ركنا من أركان الإسلام الخمسة.
فالادعاء بأن النصارى أهل البلاد فيه ظلم كبير للأكثرية الساحقة، فضلًا عن كونه تملقًا غير مقبول للطائفة التي صارت تملك أكثر مما تملك الأكثرية في النفوذ والهيمنة والاقتصاد القومي! لدرجة أنها توصف بأسعد الأقليات في العالم، ولكن بعض ذوي الهوى يصرون على التحرش بالأكثرية المظلومة المقموعة!
الأبجدية المصرية
إن مصطلح “أبجدية” الحجر يقطنها طائفة من الأقباط، هو مصطلح طائفي بامتياز، فالأبجدية المصرية قائمة قبل وجود النصارى والمسلمين جميعًا. والانتماء العربي يجعل المصريين جميعا أقباطًا، ولا يقصر القبطية على طائفة واحدة تتبع دينًا واحدًا، وإذا كان العرف جرى على وصف الأقلية بالقبطية فهذا لا يعني سحب الانتماء من غيرهم. لقد دخل المصريون المقيمون على أرض مصر الإسلام، ولم يأتوا إليها من الخارج، فضلًا عن أصول المصريين قبل النصرانية والإسلام المختلطة بالقبائل العربية والنوبية وعائلات الغزاة الأوربيين وغيرهم. فالأبجدية نوع من التزيد الذي لا يليق بمعالجة القضايا الاجتماعية في الأعمال الروائية،
عزبة الحجر يتحدث عنها العمدة النصراني مقررًا أن عمرها آلاف السنين وكانت مدرسة تعليمية، وكانت مناجم حجرية يقيم فيها العمال والمثالون والبناءون إقامة دائمة، والمثالون كانوا فنانين يفتشون في بطون الأحجار عن أفكار حية تشخص بالإزميل تماثيل للبشر والحيوانات والطيور والزواحف، وفي دور العزبة الآن بقايا تماثيل أو تماثيل غير مكتملة يعبث بها الأطفال أو يسند بها الأهالي الأزيار، ثم يقوم العمدة بتبسيط المسألة: أجدادكم هم أجدادنا، كانوا أجدع منا وأكثر حكمة واستنارة وعقلًا.. استصلحوا معظم هذه الأرض وعلموا بعضهم بعضًا فنون الفلاحة. عاشوا معًا سمنًا على عسل على طول الزمان، وكل واحد له نبي يصلي عليه.. لم يفسد العلاقة بيننا سوى الإنجليز الذين أوهمونا أن المسلمين يدبرون لإبادتنا، وأوهموا المسلمين بأننا نسعى بالتبشير ونشوشر على الدين الإسلامي ونستقوي بالأجنبي المحتل.. (الرواية، ص38- 40).
عصب الدولة
المسألة ليست بهذه البساطة. إن الطبيعة المتسامحة لدى المسلمين، منحت غير المسلمين على مدى التاريخ الإسلامي امتيازات لم تعط لأقلية في العالم، لقد وصلت الطائفة من خلال بعض رجالها إلى عصب الدولة، وكانوا عناصر فاعلة في القرار السيادي بلغة هذه الأيام، ولمع منهم رجال وضعهم المسلمون في مصاف كبار الحضارة، واستعان صلاح الدين الأيوبي بالأسعد بن مماتي، والمماليك والعثمانيون بكثير من أبناء النصارى واليهود وخاصة في مجال الصيرفة والحسابات والضرائب.. ولكن المشكلات تبدأ من التعصب والرغبة في إخضاع الأكثرية عنوة لإرادة الأقلية، وعرف الناس أن المعلم يعقوب خان بلاده في زمن الحملة الفرنسية على مصر والشام، وكوّن فيلقًا قبطيًا، وحارب إخوة الوطن وقتل منهم ما قتل، وذكر الجبرتي بعض جرائمه، ثم إن القوم في زمن الاحتلال الإنجليزي كانت لهم تحرشات ومناوشات وعلاقات بالمحتل الإنجليزي، وعقد مؤتمر الأقباط عام 1911م لفرض مطالب طائفية في ظل الغزاة، ولم يكن الوضع في عهد الأنبا شنودة جيدًا، فقد تسربت الوثيقة التي نشرها الشيخ الغزالي في كتابه “قذائف الحق” عن الإعداد للانفصال عن مصر والتخطيط للفرز الطائفي، ومعارضة الشريعة الإسلامية، وبث الروح الطائفية، والانتقال من عهد البابا كيرلس السادس الذي كان يجلس على دكة بواب العمارة التي يسكن فيها ويتعامل ببساطة مع أبناء الشعب، إلى صورة رئيس الدولة، الذي يضع رأسه برأس رئيس الجمهورية، وهو ما انتهي بالرئيس السادات إلى عزله من منصبه، وتشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة.
أبعاد متنوعة
وإذا كان العمل الفني ليس بحثًا علميًا في التاريخ، فينبغي أن يحترم التاريخ، ولا يتجاوز حقائقه، ولا يتلاعب به لحساب هذه الجهة أو تلك.
هناك أماكن أخرى ترتبط بحركة الشخصيات وطبيعة الأحداث، والبناء الروائي بصفة عامة، وتأخذ أبعادًا متنوعة في صياغة وجهة النظر الروائية إن صح التعبير..
فدار سيد أبو ستيت مثلًا تعطي صورة للمنزل الريفي الذي يجلس صاحبه أمامه ويتناقش مع العابرين في قضايا تخصه أو تخص غيره وتكون المصطبة الخارجية كأنها ديوان يجتمع فيه الأقارب والزوار، وتعقد عليها المشاورات والاتفاقات، وتنصب المشاجرات والمشاحنات، وتخطط فيه الفتن والمؤامرات، وتتقرر فيه الزيجات والأفراح (الرواية، ص83 وما بعدها).
وكذلك الأمر في الساحل الشمالي حيث يجد حمزة بطل الرواية فرصة للانفراد بخاله المحامي الكبير، وفي جو الهدوء والبعد عن مشاغل المكتب والقضايا والمحاكم يناقش معه الأمور المتعلقة بالعائلة والمستقبل المهني والاجتماعي وخاصة ما يرتبط بقضية زواجه وحبه لابنة خاله راند (الرواية، ص 168)
وتبقى بعض الأماكن في المدن القريبة والبعيدة، مجالًا لممارسة الانحراف أو شاهدة على نهايات مدبرة أو فجائيةـ فمدينة دسوق مثلًا مكان لولي الله الدسوقي أبو العينين، وأيضا مكان للغوازي والخمارات وممارسة الدعارة، وهناك يتم الانتقام والمؤامرات التي تؤدي إلى سرقة كل ما يملكه الضحية بمعرفة العاهرات وقتله بالسم الزعاف أو الموت البطيء بدم الحيض، فضلًا عن تشويه السمعة، كما جرى للمقدس جرجس (الرواية، ص 199- 222).
المكان في الرواية يؤدي دورًا أساسيًا في طرح المفاهيم وإشاعة التصورات التي تريدها الرواية فضلًا عن تحريك الأحداث والتأثير فيها، وتقديم صورة للريف في زمن مضى!