أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة عالمية تحت شعار «أولمبياد بدون إسرائيل»؛ لمنع الكيان الصهيوني من المشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، إسنادًا للشعب الفلسطيني أمام حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023م.
وقال الناشطون: بينما يحتفل العالم بروح الأولمبياد في باريس 2024م، لا يمكننا أن نتجاهل الممارسات القمعية والإبادة التي تمارسها «إسرائيل» ضد الفلسطينيين، كيف نحتفل بالقيم الإنسانية بينما يتم انتهاك حقوق الإنسان بوحشية؟! وأضافوا أن «أولمبياد بدون إسرائيل» مطلب كل من يؤمن بالعدالة والإنسانية.
وستقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس خلال الفترة ما بين 26 يوليو الجاري و11 أغسطس المقبل.
هل تحدّ المقاطعة من تمثيل الاحتلال في أولمبياد ٢٠٢٤؟#أولمبياد_باريس_2024 pic.twitter.com/dKXvQvZRkP
— المجتمع (@mugtama) July 23, 2024
متظاهرون: «قاطعوا إسرائيل»
نظم مؤيدون لفلسطين في عدد من دول العالم مظاهرات للمطالبة بمنع الكيان الصهيوني من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024م.
في باريس، طالب متظاهرون بعدم مشاركة الوفد «الإسرائيلي» في الألعاب الأولمبية التي تستضيفها فرنسا، واتهم المتظاهرون الغرب بعدم اتخاذ ما يكفي من إجراءات لدفع «إسرائيل» لوقف الإبادة، وفق «الجزيرة نت».
كما تجمع مئات المحتجين أمام مقر لجنة تنظيم أولمبياد باريس 2024م، للمطالبة بمنع دولة الاحتلال من المشاركة في الألعاب الأولمبية.
وقال العضو في المنظمة الأوروبية الفرنسية نيكولا شاهشاهاني لوكالة «أسوشيتد برس»: يسعدني أن أقارن بين ما حدث في الألعاب الأولمبية منذ عقود، عام 1964م على سبيل المثال، عندما طُردت جنوب أفريقيا العنصرية من الألعاب الأولمبية بسبب عنصريتها العلنية.
وشوهد المتظاهرون وهم يهتفون: «قاطعوا إسرائيل خلال الألعاب الأولمبية»، ولوحوا بالعلم الفلسطيني أمام مقر اللجنة المنظمة للأولمبياد، حيث انتشرت الشرطة في المكان، وفق موقع «يورو نيوز».
في سويسرا، تجمع مئات المتظاهرين أمام مقر اللجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان، لمطالبتها بمنع «إسرائيل» من المشاركة في الألعاب الأولمبية لهذا العام.
وأطلق المتظاهرون هتافات مناهضة للكيان الصهيوني باللغتين الإنجليزية والفرنسية، رافعين بأيديهم الأعلام الفلسطينية، حاملين لافتات تدعو لـ«منع المجرمين من المشاركة في الأولمبياد»، وفق وكالة «الأناضول».
وقال متظاهرون: إن منع روسيا وبيلاروسيا من الأولمبياد سابقاً، والسماح لـ«إسرائيل» بالمشاركة لهذا العام يعتبر ازدواجية معايير.
رسالة المنتدى الإسلامي الأوروبي
طالب المنتدى الإسلامي الأوروبي اللجنة الأولمبية بمنع مشاركة الكيان الصهيوني في فعاليات أولمبياد باريس، وتعليق عضويتها في المؤسسات الرياضية الدولية بسبب ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا المنتدى في رسالة عاجلة وجهها أعضاؤه وممثلون من أكثر من 15 دولة أوروبية منها، المملكة المتحدة، وتركيا، والسويد، واليونان، إلى رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ، لمنع مشاركة دولة الاحتلال في الفعاليات الرياضية الدولية التي تحمل رسالة محبة وسلام بين الشعوب، وهو الذي يتنافى مع ما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر وفظائع بحق المدنيين في قطاع غزة منذ ما يزيد على 9 أشهر، وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية».
وأكد المنتدى، في رسالته، أنه من غير المقبول أن تشارك «إسرائيل» في الرياضة بينما يستمر الفلسطينيون في المعاناة والموت دون أمل، مشدداً على أن فشل المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية الكافية وإنفاذ وقف إطلاق النار يجعل العالم أكثر تضرراً.
تقرير قانوني: «إسرائيل» تنتهك قواعد «فيفا»
على الصعيد القانوني، أكد محامون متخصصون في القانون الدولي وحقوق الإنسان أنه يجب منع «إسرائيل» من ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم بسبب انتهاكها للوائح الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) وسط الحرب في غزة.
وقال تقرير صادر عنهم، وفق موقع «فرانس 24»: ليس هناك شك في أن سلوك «إسرائيل» في فلسطين قوّض ولا يزال يقوض أهداف «فيفا»، لقد انتهكت «إسرائيل» حقوق الإنسان المعترف بها دولياً للفلسطينيين، بما يتعارض مع المادة (3)، لقد ميّزت وتواصل التمييز ضد الفلسطينيين على أساس العرق والأصل القومي والمولد في انتهاك مباشر للمادة (4/ 1)، إن سلوكها يقوض الأهداف الإنسانية في المادة (5.1/ ب)، ويتطلب سلوك «إسرائيل» اللوم، بما يتماشى مع الموقف الذي يتبناه «فيفا» فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة المماثلة لأهدافها وحقوق الإنسان المعترف بها دولياً.
«فيفا» يرد على طلب فلسطين
في السياق نفسه، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تأجيل النظر في طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إيقاف الاتحاد «الإسرائيلي» للعبة دولياً حتى 31 أغسطس المقبل.
وقال «فيفا»، في رسالة رسمية إلى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية»: إنه وبسبب تمديد موعد تسليم البيانات القانونية من الاتحادين، الذي تم بطلب منفصل منهما، وبسبب الحاجة لمزيد من الوقت من قبل المستشارين المعنيين لدراسة المواقف القانونية المقدمة من الاتحادين، فقد تقرر تأجيل تسليم الرأي القانوني حتى موعد لا يتجاوز نهاية أغسطس المقبل.
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقدم، في مايو الماضي، بطلب استبعاد دولة الاحتلال بسبب العدوان المتواصل في غزة، بينما أمر «فيفا» بتقييم قانوني للموقف ووعد بالنظر في الأمر في اجتماع غير عادي لمجلسه يوليو الجاري.
يذكر أنه سبق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن أوقف جنوب أفريقيا عام 1961م بسبب سياسة الفصل العنصري، ويوغسلافيا عام 1992م بسبب حرب البلقان، ومؤخراً في عام 2022م روسيا بسبب أوكرانيا.