قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس): إنها تابعت خطاب رئيس حكومة الإرهاب «الإسرائيلية» نتنياهو أمام الكونغرس، مؤكدة أنه كان الأولى اعتقاله كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلاً من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة.
وأضافت الحركة، في بيان لها، أنه في الوقت الذي يقود فيه رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي حرباً وحشية تستهدف إبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتُنتَهَك فيها كافة القوانين الدولية والأعراف والمعاهدات الإنسانية التي صمِّمت لحماية المدنيين، بما لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً؛ يستقبل الكونغرس الأمريكي كلمة من مجرم الحرب نتنياهو، يكرر فيها الدعاية الهابطة والأكاذيب التي ساقها قبل أكثر من تسعة أشهر، وثَبُتَ بطلانها، واتخذها ذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن نتنياهو حاول اللعب على وتر دغدغة العواطف وقلب الحقائق والترويج لروايات كاذبة حول السابع من أكتوبر، بينما التحقيقات «الإسرائيلية» والدولية أكدت كذب هذه الادعاءات وأكدت ارتكاب الجيش «الإسرائيلي» جرائم قتل جماعي للمدنيين «الإسرائيليين» في غلاف غزة.
وأكدت الحركة أن خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنياً بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عدداً من الأسرى، متناسياً المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين في رفح والنصيرات أثناء تحريرهم.
وتابعت، في بيانها، أن حديث نتنياهو عن جهود مكثفة لإعادة الرهائن محض كذب وتضليل للرأي العام «الإسرائيلي» والأمريكي والعالمي.
وقالت: إن نتنياهو هو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها الحركة، ما يحمّله المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة.
وأوضحت «حماس» أن كل التقارير الحقوقية والإنسانية والدولية أكدت ارتكاب نتنياهو وجيشه عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي في غزة لم تشهده الحروب العالمية المعاصرة، واستخدام سلاح التجويع ومنع وصول المساعدات وحرق وتدمير معبر رفح البري وقتل العديد من العاملين في المجال الإنساني ما هو إلا تأكيد على كذب ادعاءاته حول دخول المساعدات إلى سكان القطاع.
ونوهت بأن واشنطن، بمواصلتها تقديم كل سبل الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، ومنح حكومة الإرهابيين الصهاينة، الغطاء اللازم للإفلات من العقاب، وإتاحتها منبر الكونجرس لغسل أيدي مجرمي الحرب الفاشيين من دماء الأطفال الأبرياء، بدلاً من محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية؛ إنما تؤكّد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادةٍ وتجويعٍ وتدميرٍ لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تصوّرات مجرم الحرب نتنياهو حول مستقبل قطاع غزة محض أوهام وخيالات يحاول تسويقها، مشددة على أن الشعب الفلسطيني هو وحده من يملك تقرير مصيره، ويحدد من يحكمه، وقد قرَّر الالتفاف حول خيار المقاومة، ومواجهة الاحتلال في كافة أماكن وجوده، حتى كنسه عن أرضنا الطاهرة، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشارت إلى أن هجوم نتنياهو على محور المقاومة يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية جراء الجبهات المفتوحة الذي يستدعي المزيد من كل الساحات والجبهات إلحاق الهزيمة في الكيان الصهيوني المجرم.
ودعت الحركة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة إعلان موقفها برفض الاحتلال والعمل على إنهائه بكل السبل، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى يتمكن شعبنا من ممارسة حقه في العودة وتقرير المصير بموجب القانون الدولي الذي ينتهكه الاحتلال الصهيوني النازي.
وختمت بقوله: إن شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط ومقاومته الباسلة البطلة، الذين يواجهون حرباً وحشية تشكّل ذروة محاولات الاحتلال الفاشلة لاستئصاله، التي تمتد لأكثر من 76 عاماً؛ سيواصلون، ومعهم كل قوى المقاومة وأحرار العالم، تصدّيهم لهذا العدوان الفاشي حتى كسره، ودحره عن أرضنا ومقدساتنا.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ألقى، أمس الأربعاء، خطاباً أمام مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس)، في وقت يواصل فيه عدوانه على قطاع غزة لأكثر من 9 أشهر.