عمت جامعات بنجلاديش احتجاجات ومظاهرات واسعة النطاق، أمس الثلاثاء، وقامت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز ضد المحتجين، واعتقلت عدداً كبيراً من الطلاب في مختلف أنحاء البلاد.
ونُظِّمت مظاهرات واحتجاجات في أبرز الجامعات البنغالية، بما في ذلك جامعة دكا، وجامعة جهانجيرناغر، وجامعة خولنا، وجامعة شاه جلال، وجامعة راجشاهي، وانضم إلى هذه الاحتجاجات أساتذة الجامعات، تعبيرًا عن رفضهم للعنف الذي مارسته الحكومة خلال الاحتجاجات التي وقعت الأسبوع الماضي، وللتنديد بالاعتقالات العشوائية والجماعية التي طالت الطلاب في منتصف الليل، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن العنف والتخريب الذي نسب إلى مختلف الأحزاب السياسية.
وارتدى المحتجون أوشحة حمراء على وجوههم ورؤوسهم، تعبيرًا عن احتجاجهم على القتل، وتضامنًا مع دماء الشهداء الذين سقطوا خلال العمليات التي وقعت في التاسع والعاشر من هذا الشهر.
وفي منطقة شتاغونغ، هاجمت الشرطة الطلاب باستخدام القنابل، واعتقلت مجموعة من الطلاب، وتم نقل هؤلاء الطلاب إلى أماكن مجهولة بطريقة قسرية.
وقتل 6 أشخاص على الأقل، جميعهم من الطلاب.
وخلال الاحتجاجات، قُتل أيضًا ما لا يقل عن 8 أطفال، حيث تعرض معظمهم لإطلاق النار في منازلهم.
وأعربت منظمات المجتمع المدني الغاضبة عن استيائها وطالبت بالإفراج الفوري غير المشروط عن المنسقين الستة للحركة الطلابية المناهضة للتمييز، وعن غيرهم من المحتجزين دون وجه حق، مهددة بتصعيد الاحتجاجات إذا لم تُلبَّ مطالبهم.
جاء هذا التحذير على لسان المدير التنفيذي لمنظمة الشفافية الدولية في بنجلاديش إفتخار الزمن، خلال فعالية بعنوان «المطالبة بالعدالة ضد القتل والاحتجاز غير القانوني والتعذيب» التي عقدت بعد ظهر أمس الثلاثاء.
من ناحيته، أفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بأن الأمين العام قد تلقى وثائق موثوقة تشير إلى أن الشرطة والحكومة البنغالية استخدمتا القوة المفرطة ضد الطلاب المحتجين، وأضاف أن الأمين العام سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد الحكومة البنغالية، إذا دعت الحاجة، وفقًا لتفويضه.
وأعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في ضمان الوصول الكامل وغير المنقطع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في بنجلاديش، حيث أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانتا باتل إلى أن الولايات المتحدة ترحب باستئناف الاتصالات في بنجلاديش، وتؤكد ضرورة الوصول الكامل وغير المنقطع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف باتيل أن هذا الوصول سيمكن الشعب البنغالي بمن في ذلك المواطنون الأمريكيون المقيمون في البلاد، من الحصول على المعلومات المهمة التي يحتاجونها، كما دعا إلى حل دائم وسلمي للوضع الحالي في جميع المجالات العامة والخاصة.
وأشار باتيل إلى أن الوصول غير المنقطع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في بنجلاديش حق للمواطنين، ويجب على الحكومة أن تضمن تلبية هذه الحقوق.