على هذه البقعة من الأرض أو تلك
طائفة من الناس
نزلوا إلى أغوار طينهم
خذلوا سمو المعالي
كان سقفهم بعض أمنيات
تبقيهم -بين قوسين- على قيد الحياة
خارج سجل الوفيات
تضمن لهم سلامة جسد وكسرات من متاع قليل
وكل متاع الدنيا قليل
مالوا وانقادوا
باعوا واشتروا
غشوا وداهنوا
ساروا في ركب من ظنوه صاحب الحظ العظيم
والملك الكبير والسيد الزعيم
التحقوا بجمعه وزبانيته المتنفذين
على نفس البقعة هنا أو هناك
آخرون
يترفعون، يرتفعون
يرتقون، يتألقون
حلقوا في سماء الحب
وأعالي القيم القمم
ركزوا لواء مبادئهم في أعماق أرضهم الطيبة
ومدوا حبال وصالهم إلى صفحات تاريخهم المشرق
إباء وبطولة، عزة وشموخاً
فتحوا أبوابهم لنداء الحق
ونوافذهم لنسيم الحرية العذب
حلقوا بأحلامهم ورفعوا سقف طموحهم
أثخنتهم..
جراح الوطن وقيود الظلم وتسلط المتجبرين
أقض مضجعهم
هدم الإنسان وخراب العمران
تزوير الحقائق وقلب الموازين
اغتيال الفرح ونشر الفساد
لذا..
شمروا وانطلقوا
سابقوا وسارعوا
وكان مسيرهم نعم المسير
وكانت السيرة فيها
ألم وأمل
تعب ولذة
احتراق وإشراف
اختناق وفتح
صدق وصبر
تضحية وعطاء
بذل ووفاء
محن ومنح
انكسارات ونفحات
وكان في مواجهتهم
مكر وكيد
تشويه وتزوير
إقصاء وإبعاد
نفي وتشريد
سجن وقيد
قمع واضطهاد
تغيب وتقتيل
وكان الثمن غالياً.. غالياً
لكنهم اختاروا طريقهم
زادهم يقين وإيمان
وحسن ظن بالرحمن
قدموا الفداء
وساروا في درب النور والضياء
فهم.. هم.. أهل الارتقاء
وهم هم الأحياء فوق الأرض كانوا أو في بطنها
سطروا ملاحم فاضت
عنبراً ومسكاً وياسميناً..
حياهم الله أينما كانوا وحيثما حلوا
ورفع مقامهم في عليين