تشهد بنغلاديش في الأسابيع الأخيرة موجة عنف غير مسبوقة، عقب حركة إصلاح الحصص وسقوط حكومة الشيخة حسينة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص في جميع أنحاء البلاد وفقًا لتقارير إعلامية، وقد تصل التقديرات إلى حوالي 2000 شخص حسب بعض الإحصاءات، حيث لا يستطيع الإعلام الوصول إلى كل الأماكن في هذه الحالة الحرجة.
تضمنت الأحداث العنيفة هجمات على مراكز الشرطة والمباني الحكومية وأماكن عامة؛ ما يعكس حجم الفوضى والتوتر الذي تعيشه البلاد.
حصيلة القتلى
تجاوز عدد القتلى في أعمال العنف في بنغلاديش حاجز 500 قتيل، في الفترة من 16 يوليو حتى السبت الماضي، تم تسجيل 216 قتيلاً، بينما شهد يوم الأحد 103 قتلى، ويوم الإثنين 120 قتيلاً.
في يوم الإثنين، وقعت أعمال تخريب وإحراق متعمد في مناطق مختلفة، بما في ذلك مراكز الشرطة ومساكن زعماء رابطة عوامي، وتم العثور على جثث 98 شخصًا في أنحاء مختلفة من البلاد في الليلة التي سبقت الثلاثاء وحتى صباح اليوم التالي.
هجمات على مراكز الشرطة
– دكا: وصول جثث 21 شخصًا لمشرحة كلية الطب في دكا بعد اشتباكات عنيفة وهجمات على الشرطة في أعقاب «مسيرة إلى دكا»، من بين القتلى أعضاء في الشرطة وكتيبة التدخل السريع وحرس الحدود البنغالي.
– أوتارا: قتل 23 شخصًا في حادثة الهجوم والتخريب والحرق المتعمد في مركز شرطة أوتارا بوربا، والعثور على جثث 4 أشخاص متفحمة بمتحف بانغاباندو التذكاري في 32 دانموندي.
– جاتراباري: العثور على جثث 3 أشخاص، اثنان منهم يرتديان زي الشرطة، وجثة شخص آخر مكبلة اليدين.
تفاصيل إضافية عن الضحايا
– سافار وأشوليا: اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين في عدة أماكن، مما أدى إلى إحراق مراكز الشرطة ومبان حكومية، وقُتل ما لا يقل عن 33 شخصًا، من بينهم أفراد الشرطة، وأصيب العديد في مستشفيات مختلفة.
– غازيبور: انتشال جثة شرطي من مركز شرطة باسان وجثة شاب مجهول الهوية من بحيرة بجوار أكاديمية سافيبور أنصار.
أعمال العنف في ساتخيرا
قُتل 14 شخصًا، بينهم زعيم محلي لرابطة عوامي، حيث اقتحم عدة مئات من الأشخاص منزل رئيس رابطة عوامي، ذاكر حسين، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار وقتل العديد من الأشخاص، وتعرض ذاكر وشركاؤه للضرب حتى الموت من قبل الغوغاء الغاضبين.
تفاصيل حادثة سجن كاشيمبور
في يوم الثلاثاء 6 أغسطس، شهد سجن كاشيمبور المركزي في غازيبور أحداثًا دامية، بدأت الأحداث عندما انتفض السجناء داخل السجن، حيث حاولوا الهروب بشكل جماعي، وأفاد كبير المشرفين على السجن سوبراتا كومار بالا بأن السجناء هاجموا الحراس عندما حاولوا منعهم من الهروب، واستخدم السجناء العنف لتحطيم الجدران وتسلقها، بل وقام البعض بربط الأنابيب بالجدران في محاولة للخروج.
في مواجهة هذه الفوضى، تم استدعاء الجيش الذي تدخل عن طريق تنفيذ عملية «كوماندوز» لقمع التمرد، ورغم جهود الجيش، تمكن 209 سجناء من الهروب قبل أن تتم السيطرة الكاملة على السجن، وأثناء عملية القمع، قُتل 6 سجناء برصاص أفراد الأمن، وتم التعرف على هوية الضحايا، وهم: محمد جناح (29 عامًا)، أزلاخ حسين (27 عامًا)، أفضل حسين (63 عامًا)، سوابان شيخ كالو (45 عامًا)، رادشيام هاريجان (67 عامًا)، وإمتياز بافيل (27 عامًا).
وصلت قوات الجيش بطائرة مروحية بعد الساعة التاسعة والنصف صباحًا، حيث سيطرت على جميع مداخل السجن بما فيها البوابة الرئيسة، وتمت السيطرة على الوضع بعد سماع إطلاق نار كثيف داخل السجن، مما أثار الذعر بين السكان المحليين الذين تجمعوا بالقرب من السجن فور سماعهم الأخبار.
استجابة الحكومة والأجهزة الأمنية
تتسم الاستجابة الحكومية بالفوضى والعجز عن السيطرة على الأوضاع، وتتعرض قوات الشرطة والأمن لهجمات متكررة، مما يزيد من تفاقم الوضع الأمني، وطالب الطلاب المحتجون بسرعة تقديم الجناة للعدالة.
تعكس هذه الأحداث مستوى العنف والانقسام الذي تعيشه بنغلاديش بعد سقوط حكومة الشيخة حسينة، وتبرز الحاجة الملحة لإعادة بناء النظام الأمني وتثبيت الاستقرار في البلاد، لضمان حماية الأرواح والممتلكات العامة، ويتطلب الوضع الحالي إجراءات عاجلة ومناهج جديدة لمعالجة أسباب الفوضى والعنف وإعادة النظام والأمن للمجتمع.