قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
ببالغ الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية نبأ وفاة المغفور له – بإذن الله تعالى – عميد أسرة آل الصباح الكرام، ورئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي السالم الصباح، بعد مسيرة عطاء زاخرة، امتدت لعقود طويلة في خدمة الوطن، تقلد خلالها عديد المسؤوليات والمناصب الوطنية الرفيعة، وأسهم في بناء البلاد وتعزيز مكانتها.
والهيئة الخيرية وقد آلمها هذا المصاب الجلل برحيل أحد أبرز روّاد نهضة الكويت وكبار متبرعيها، لتستذكر بكل عرفان وامتنان مسيرته الطيبة في خدمة الوطن والأمة والإنسانية جمعاء، ولتعبر عن اعتزازها بمواقفه الإنسانية الرائدة، التي كان لها كبير الأثر في دعم ريادة العمل الخيري الكويتي، وتعزيز “فزعة” الشعب الكويتي مع كل نكبة أو كارثة تجتاح إحدى دول العالم.
إن الشيخ سالم العلي – رحمه الله – من الرجال الذين كانوا لا يخشون من ذي العرش إقلالًا، ومن الكرام الذين كانوا في نوائب الدهر للمحتاجين أعوانًا، حيث تعددت صور بذله وإنفاقه داخل الكويت، عبر تأسيس مبرة آل الصباح في عام 1988 لرعاية عائلات شهداء الكويت ومصابيها، وبناء المساجد وتعميرها، وتشييد مستشفى الشيخ سالم العلي لعلاج النطق والسمع، ودعم بناء المقر الرئيس للهيئة الخيرية ومستشفى الرعاية التلطيفية الذي أقامته الهيئة بمنطقة الصباح الطبية، ودعمه لصندوق الأسرة والشهداء، وتبرعه السخي للأسر المتعففة عبر بيت الزكاة وغيرها من صور العطاء، التي جسدت قيم التكافل والتراحم والتعاضد في أسمى معانيها.
كما تجلت مواقفه الإنسانية الجليلة في دعم الوضع الإنساني في سوريا بـ 20 مليون دولار، من خلال عديد المشاريع الخيرية التي رعتها الهيئة الخيرية، من بينها: كفالة طلاب 7 مدارس من أبناء النازحين لأعوام عدة، وإسهامه في شراء وتشغيل مركز دعم الأطراف الصناعية في تركيا، وتمويله مشروع معهد الطاقة البديلة، وقرية البيت الاقتصادي، وتوسيع مدرسة مرمرة، وصيانة محطات مياه حلب وإدلب، وإنشاء مركز صحي متنقل وغيره.
وبهذا المصاب الكبير، تتوجه الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بأحر التعازي، وأصدق المواساة إلى حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وأسرة آل الصباح الكرام والشعب الكويتي، راجين المولى عز وجل أن يتقبل من فقيدنا الكبير صالح أعماله، وأن يجزيه برعايته للمحتاجين خيرًا وإحسانًا، وأن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته.
رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية
د.عبدالله معتوق المعتوق