أكد سعد مرزوق العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، أن «اليوم العالمي للعمل الإنساني» تذكرة سنوية للعمل على ضرورة تخفيف المعاناة عن الشعوب المنكوبة وملايين الأسر التي فقدت عائلها، فالاحتفال بهذا اليوم يعد دعوة لبناء المجتمعات الإنسانية الفقيرة والتصدي لتداعيات الكوارث والنكبات.
وقال العتيبي، بمناسبة «اليوم العالمي للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام: نتوجه بتكريم وتقدير عميق للعاملين في المجال الإنساني حول العالم، الذين يبذلون كل جهدهم لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين، بالرغم من الأخطار والتحديات الكبيرة التي يواجهونها.
وأضاف العتيبي أن هذا العام أحد أكثر الأعوام دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني، هذه الحقيقة المؤلمة تسلط الضوء على العجز العالمي في حماية هؤلاء الأبطال المجهولين، وبالتالي تفاقم معاناة الأشخاص الذين يخدمونهم، ورغم وجود قوانين دولية تهدف إلى تنظيم سلوك الصراعات المسلحة وتقليل تأثيراتها، فإن انتهاك هذه القوانين يستمر بلا رادع؛ مما يجعل المدنيين، بمن فيهم العاملون في الإغاثة، يدفعون الثمن النهائي بينما يستمر الجناة في التهرب من العدالة.
وأوضح العتيبي أن الأزمات والكوارث تتصاعد في العالم بشكل كبير، وخاصة في فلسطين، فما زالت انتهاكات الكيان الصهيوني مستمرة ضاربة بكل الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط، داعياً أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليات تجاه الأوضاع الإنسانية في غزة، في ظل نزوح أكثر من مليوني شخص بالإضافة إلى تقليص المناطق الإنسانية إلى 11%، مؤكداً أن القطاع يعاني من ظروف إنسانية قاسية تستدعي المزيد من الجهود الإغاثية العاجلة.
إن ما يحدث في غزة من تدهور للأوضاع الإنسانية يعكس الحاجة الملحة للتكاتف الدولي والإقليمي لتقديم الدعم والمساندة المستمرة لشعبها.
ودعا العتيبي المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد هذه الانتهاكات والعمل على وقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والمرافق الإنسانية، وكذلك على المدنيين والبنية التحتية المدنية، لقد حان الوقت لإنهاء الإفلات من العقاب والعمل الجاد من أجل الإنسانية.
وتوجه العتيبي بالشكر إلى الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية التي لا تألو جهداً في مساعدة المتضررين في شتى بقاع الأرض، مشيراً إلى إن الدور الإنساني الكبير الذي تضطلع به دولة الكويت يشكل نموذجاً مشرفاً للعطاء، حيث تتجلى رؤية ودعم واهتمام القيادة السياسية في مد يد العون للدول الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف الإنسانية، فلم تتوان الكويت، ممثلة بحكومتها ووزاراتها المختلفة، وفي مقدمتها وزارات الشؤون الاجتماعية والخارجية، عن دورها الحيوي تجاه شعوب العالم، مساراً على نفس النهج الهيئات والجمعيات الخيرية والأهلية والفرق التطوعية.
وفي الختام، نؤكد ضرورة تنسيق الجهود بين المؤسسات الخيرية الكويتية والجهات الدولية والإقليمية، لتوحيد وترتيب الجهود الإغاثية والعمل الخيري، بما يضمن تحقيق أكبر فائدة للأعمال الخيرية محلياً ودولياً.