في خضم الاحتفالات باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس، يبرز الوضع المأساوي الذي يواجه العاملين في المجال الإنساني حول العالم. وقد وصف نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية، كلاوديو كوردوني، عام 2023 بأنه الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في هذا المجال، متوقعًا أن يكون عام 2024 أكثر قتامة.
في بيانه، أشار “كوردوني” إلى مقتل 280 عامل إغاثة في 33 دولة خلال عام 2023، بزيادة مذهلة بنسبة 137% مقارنة بعام 2022، الذي شهد مقتل 118 عامل إغاثة. وأضاف أنه حتى السابع من أغسطس 2024، قتل 172 عامل إغاثة، نصفهم تقريبًا في غزة. وتعد الأشهر الثلاثة الأولى من الأعمال العدائية في غزة من أكثر الفترات دموية، حيث قُتل فيها عدد كبير من عمال الإغاثة.
وفي كلمة ألقاها في ذكرى تفجير فندق القناة بالعاصمة بغداد، استذكر “كوردوني” الهجوم الذي وقع في 2003، حيث فقدت الأمم المتحدة 22 من موظفيها، بينهم الممثل الخاص للأمين العام آنذاك سيرجيو فييرا دي ميلو. أكد “كوردوني” على أن العاملين في المجال الإنساني، سواء من الأمم المتحدة أو منظمات غير حكومية، يتعرضون لمخاطر القتل والإصابة والاختطاف، بالإضافة إلى المدنيين الذين يقدمون لهم الدعم.
وفي ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، التي يعاني فيها أكثر من مليوني شخص من النزوح وتدمير البنية التحتية، تتوجه الأنظار نحو ضرورة تعزيز الجهود الدولية لحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان أمنهم وسلامتهم. دعا “كوردوني” جميع الأطراف المتورطة في النزاعات إلى التوقف عن استهداف العاملين في المجال الإنساني والمدنيين، محذرًا من الإفلات المستمر من العقاب لمنتهكي القانون الدولي.
على الجانب الآخر، تلعب الكويت دورًا رياديًا في العمل الإنساني على الساحة الدولية. فقد كرمت الأمم المتحدة الكويت في عام 2014 بتسميتها “مركزًا للعمل الإنساني”، وذلك تقديرًا لمساهماتها السخية في دعم الشعوب المتضررة حول العالم. وتجدد الكويت في هذا اليوم التزامها بدعم العمل الإنساني العالمي، وهو ما أكده صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
من خلال مؤسساتها الخيرية مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي ونماء الخيرية وجمعية الرحمة العالمية والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية بلد الخير، تواصل الكويت تقديم الدعم للشعوب المتضررة في أماكن مثل غزة، حيث أطلقت عدة حملات إغاثية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. وتبرز الجهود الكويتية كإشارة مضيئة في سماء العمل الإنساني، تأكيدًا على أن الكويت تسعى دائمًا لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة.
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، يكرم العالم الجهود البطولية للعاملين في المجال الإنساني ويعزز التضامن مع الشعوب المتضررة. وتبقى الكويت، بنموذجها الإنساني الرائد، شاهدًا على التزامها العميق بصون كرامة الإنسان وتقديم الدعم لكل محتاج.
ومن جانبه، أشاد سعد مرزوق العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، في تصريح لـ موقع مجلة المجتمع بالتضحيات التي يقدمها العاملون في المجال الإنساني حول العالم، قائلاً: “الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني يُعد دعوة لبناء المجتمعات الإنسانية الفقيرة والتصدي لتداعيات الكوارث والنكبات”. وأضاف: “رغم وجود قوانين دولية تهدف إلى تنظيم سلوك الصراعات المسلحة وتقليل تأثيراتها، فإن انتهاك هذه القوانين يستمر بلا رادع؛ مما يجعل المدنيين، بمن فيهم العاملون في الإغاثة، يدفعون الثمن النهائي”.
وفي نفس السياق، صرح عبدالعزيز الكندري، رئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في نماء الخيرية، في تصريح لـ موقع مجلة المجتمع بأن “اليوم العالمي للعمل الإنساني فرصة حقيقية للتخفيف من معاناة المحتاجين”. وأضاف: “الأوضاع المأساوية في غزة تتطلب تدخلات عاجلة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ونحن نشيد بجهود الجمعيات الخيرية الكويتية التي تقوم بدور بارز في إغاثة إخوانهم في غزة.”
كما أشاد د. عدنان الحداد، نائب المدير العام لشؤون الاتصالات والتسويق وتكنولوجيا المعلومات في جمعية الرحمة العالمية، في تصريح لـ موقع مجلة المجتمع بالجهود الإنسانية التي تبذلها الجمعيات الخيرية الكويتية، قائلاً: “لقد كانت الجمعيات الخيرية الكويتية حاضرة في ميادين الغوث والعون بقطاع غزة، ونعمل على تقديم مختلف المساعدات في محاور الغذاء والدواء والإيواء”.