يشكل «اليوم العالمي للعمل الإنساني» مناسبة سنوية لإحياء قيمة التضامن الإنساني بين الشعوب، وتذكير العالم بأهمية صون كرامة الإنسان، يأتي هذا اليوم الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام فرصةً لتقدير العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وتكريم مَن فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم النبيل.
في هذا السياق، تتجلى أهمية الكويت ودورها الريادي في المجال الإنساني، حيث قدمت عبر تاريخها الطويل نموذجًا مشرفًا للعطاء، وتكرم الأمم المتحدة الكويت بلقب «مركز للعمل الإنساني»، وتقديرًا خاصًا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي لُقب بـ«قائد العمل الإنساني».
لكن العام 2023م جاء أكثر دمويةً على العاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل 280 منهم في 33 دولة، وهو رقم قياسي تجاوز نسبة الوفيات في العام السابق بنسبة 137%، وفي هذا السياق، قال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية، كلاوديو كوردوني: إن العام 2024م قد يكون أكثر سوءًا، مما يزيد من أهمية الجهود المبذولة لحماية العاملين في هذا المجال.
ورغم هذه التحديات، تواصل الجمعيات الخيرية في الكويت، مثل نماء الخيرية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي دورها البارز في تقديم المساعدة للمتضررين في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية.
في هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني، تبرز نماء الخيرية كنموذج للمؤسسات التي تعمل بجد لتخفيف معاناة المنكوبين، من خلال حملاتها المستمرة مثل «غزة تنادي»، حيث أظهرت نماء الخيرية التزامها العميق بدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وقدمت مساعدات شملت الغذاء والدواء والإيواء لآلاف الأسر.
ويمثل الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتقدير جميع العاملين في المجال الإنساني، ولتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها، كما شدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يحدث في غزة، داعيًا إلى تنسيق الجهود الإنسانية بشكل أكبر لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
إن دور نماء الخيرية لا يقتصر فقط على الاستجابة العاجلة للأزمات، بل يشمل أيضًا بناء القدرات والمساهمة في التنمية المستدامة في المجتمعات الأكثر حاجة، يمثل هذا الدور جزءًا من التزام الكويت حكومةً وشعبًا بالعمل الإنساني الذي أضحى جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية.