رحم الله شيخنا المحدث والداعية الملهم عبدالمنعم صالح العلي العزي (محمد أحمد الراشد).
كان شاكرًا لأنعم الله، صالحاً مصلحاً، راشدًا مرشدًا، عاليًا بإيمانه، معتزًا بدعوته.
تربينا على كتبه الدعوية، وترعرعنا على أفكاره التربوية، وتذوقنا رسوماته الفنية، وتزودنا من أقواله الإيمانية، وأجازنا إجازة شرعية.
اجتمعنا به مع مجموعة من الدعاة وطلبة العلم في لقاء جميل قصدنا منه عرض مؤلفاته عليه، ومناقشتها معه في ساعات متتالية، فكان أكثرنا صبرًا وجلدًا، نعرض الفكرة ويناقشها، ثم يذكر لنا تطلعاته للمرحلة القادمة، وتوصياته في علم الفكر والدعوة والإصلاح.
كان يحثنا على الإبداع في الوسائل، دون الابتداع في المقاصد، حريصًا على التجديد في الأساليب، والمحافظة على الأصول والتعاليم، شديد التمسك بعقيدة وهدي السلف، من غير تعسف ولا كلف.
يوصي بالاستفادة من خبرات الكبار، مع حرص التوريث القيادي للشباب الصغار.
لم يكن متقوقعًا على فكره وبلده، بل كان داعية ربانيًا، يكتب لكل جماعة وبلد، يسعى في الإصلاح والتقويم قدر استطاعته.
في إحدى مقالاته ذكر أمنياته في الجنة من مجالسته للنبي صلى الله عليه وسلم، وزيارته للصحابة رضي الله عنهم، وغيرها من إبداعاته الكتابية، فأسأل الله أن يحققها له، ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وسائر المؤمنين، والحمد لله رب العالمين.