إن حب النبي ﷺ من الإيمان بلا شك، ولا يكون المسلم فردًا منتميًا لهذا الدين بغير تحقيق مقصود الشهادتين على الوجه الأكمل، بالتوحيد والاستسلام لخالق هذا الكون الله جل جلاله، ثم الشهادة بنبوة ورسالة النبي الأعظم ﷺ، ومن توابع هذه الشهادة حب النبي ﷺ والتضحية من أجله بالغالي والنفيس والسير على نهجه وهداه، ومن شواهد هذا الحب تذكر ميلاده ﷺ، وليكن تذكرنا لميلاده عمليًا تطبيقيًا مصداقًا لاعترافنا وشهادتنا بحبه واتباعه، فعلينا أن نفعل ما يبرهن على ذلك ويزيد من رصيد محبته في صدورنا وقلوبنا، ومن هذه الوصايا العملية ما يلي:
1- اتباع سُنته:
يقول الله تعالى لعباده المؤمنين: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف: 157).
2- التسليم لأحاديثه الشريفة:
يقول الله تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر: 7).
3- توقيره وتعظيمه:
يقول الله تعالى مخاطبًا نبيه المصطفى ﷺ وعباده المؤمنين: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {8} لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الفتح).
4- تقديم محبته على محبة الناس أجمعين:
عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (أخرجه الشيخان).
5- عدم تقديم شيء على سُنته:
يقول الله تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) (الحجرات: 2)، ورفع الصوت على سُنته يكون بمثابة رفع الصوت عليه ﷺ.
6- الإكثار من الصلاة عليه:
يقول الله تعالى مخاطبًا عباده المؤمنين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب: 56).