احتشد المئات من مسلمي إثيوبيا بمسجد أنور العتيق، وسط العاصمة أديس أبابا، الأحد 16 سبتمبر، إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، بمشاركة رسمية لممثلي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبلاد، وعدد من المسؤولين الحكوميين، تقدمهم النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ عبدالكريم بدر الدين، ورئيسة مكتب السلام في العاصمة نائبة عمدة المدينة ليديا غرما، ولفيف من العلماء والأمة وممثلي الطوائف الدينية.
وفي مشهد كرنفالي بهيج ضجت به باحات المسجد العتيق بالعاصمة، شارك المئات من مسلمي العاصمة، من خلال برامج متنوعة من أناشيد دينية ومدائح نبوية «منظومة» كما تعرف محلياً، بجانب كلمات رسمية تحدث فيها نائب رئيس المجلس الأعلى بإثيوبيا، كما شهد الاحتفال تقديم الجوائز للشخصيات الدينية البارزة.
ودأب مسلمو إثيوبيا إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف سنوياً، في مشاهد احتفالية حاشدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ومعظم المدن والقرى ذات الأغلبية المسلمة بالبلاد، وسط مشاركة رسمية وشعبية تتخللها برامج ثقافية وأناشيد دينية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كلمات رسمية وتهان
وهنأ النائب الأول للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ عبدالكريم بدر الدين مسلمي إثيوبيا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن الاحتفال بالمولد النبوي يعتبر من أهم ما يميز مسلمي إثيوبيا.
ولفت بدر الدين، خلال كلمته بالحفل، إلى أن ما يميز احتفالات المولد النبوي الشريف هذا العام لدى مسلمي إثيوبيا أنه يتزامن مع ذكرى مرور 50 عاماً لتأسيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبلاد.
وعشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي، وجه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد التهنئة لمسلمي إثيوبيا بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، والذكرى الخمسين لتأسيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، وقال: إن ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم هي وقت للتفكير في المهمة العظيمة التي أُرسل من أجلها، والتأمل في أثره الإيجابي العميق الذي أحدثه في العالم.
ويأخذ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في إثيوبيا طابع المهرجانات والاحتفالات الكبرى، حيث يحتشد المسلمون في المساجد مرددين التكبيرات والتهليلات، تعبيرًا عن فرحتهم بميلاد النبي محمد ﷺ.
احتفالات المجلس بالذكرى الـ50
من جهة أخرى، وافق المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، في بيان يتضمن 15 فقرة رئيسة، على ميزانية للسنة المالية الإثيوبية الجديدة 2017، التي توافق العام 2025م، ولا يزال هذا البلد الأفريقي متمسكاً بتقويم الكنيسة القبطية والمعروف محلياً بالتقويم الإثيوبي، ويتأخر عن التقويم الميلادي بأكثر من 7 سنوات، حيث بدأ العام الجديد في الـ11 سبتمبر الجاري.
وقال رئيس المجلس، الشيخ إبراهيم توفا، خلال كلمة بافتتاح الاجتماع: إن هناك أعمالاً كثيرة نفذها المجلس لصالح المجتمع الإسلامي الإثيوبي والبلاد خلال العامين الماضيين، لافتاً إلى أنه مضى 25 شهراً على توليه رئاسة المجلس لخدمة مسلكي بلاده، موضحاً أنه منذ توليه المسؤولية، تم تنظيم السلطة التنفيذية المتبعة مبدأ الشمولية والقيام بعديد من الأعمال لتعزيز مؤسسات المجتمع الإسلامي المشتركة في المناطق وحتى المساجد في أنحاء البلاد.
وسلط الضوء على أهم الأنشطة التي قامت بها قيادة المجلس خلال العامين الماضيين، والتحديات التي واجهته في موضوع التضامن والسلام ومصادر التمويل البديلة ومجلس التحكيم والمحاكم الشريعة الإسلامية، مؤكداً بأن المجلس الأعلى الفيدرالي للشؤون الإسلامية الإثيوبي مؤسسة مشتركة لجميع المسلمين الإثيوبيين.
وحول الجهود الخارجية للمجلس، قال: إنه بفضل المشاركة الفعالة للقيادة العليا للمجلس الأعلى في أكثر من 40 مؤتمراً دولياً قدمت مقالات بحثية مختلفة، وتم إيصال صورة إثيوبيا والمسلمين الإثيوبيين الإيجابية إلى أعلى مستوى، وقال: إن نصف قرن من تاريخ المجلس الإسلامي بإثيوبيا، وضعت المؤسسة بصمتها من خلال المشاركة في مختلف المحافل الدولية وتقديم المقالات البحثية بشكل يفخر به الوطن والمسلمون الإثيوبيون، وتم تسجيل أفضل النتائج في العلاقات الخارجية للمجلس.