من منطلق رسالتها الإعلامية ومسؤوليتها الدعوية، دشنت مجلة «المجتمع»، في 18 سبتمبر 2024م، مشروع «الإرث الدعوي للشيخ الراحل أحمد القطان»، برعاية د. خالد مذكور المذكور، رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، وبحضور لفيف من الشخصيات العامة والدعاة والمثقفين والإعلاميين.
وجرى التدشين خلال مؤتمر صحفي أقيم في ديوان عبدالله العلي المطوع، رحمه الله، بالمقر الرئيس لجمعية الإصلاح الاجتماعي في منطقة الروضة.
حفل تدشين مشروع الإرث الدعوي للشيخ القطان #الشيخ_أحمد_القطان @eslahkw@TareqAlSuwaidan@mh_awadi@Hanan_alqattan@Shaikh_alQattan@salem_alqahtani pic.twitter.com/EHviVpISJq
— المجتمع (@mugtama) September 19, 2024
ويتضمن المشروع موقعاً إلكترونياً تم تطويره بجهود مكثفة على مدار أكثر من سنتين، ويشمل مجموعة شاملة من الخطب والدروس والبرامج الإعلامية والمرئية التي قدمها الشيخ الراحل خلال مسيرته الدعوية.
وحرصت «المجتمع» على تقديم محتوى بمستوى فني وتقني عالٍ استُخدمت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصحيح المواد الأرشيفية للخروج بصورة تعكس مكانة الشيخ أحمد القطان كخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، الذي أصبح رمزاً بارزاً في الكويت والعالم الإسلامي.
بشرى سارة لمحبي الكلمة الصادقة ، والمهتمين بقضايا الأمة ومستقبلها وحاضرها… pic.twitter.com/iIuENDbAhs
— المجتمع (@mugtama) September 18, 2024
أثر عالمي
وفي كلمته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد مذكور المذكور: لقد عشنا في رحاب هذه الأرض الطيبة، بلادنا الحبيبة الكويت، تلك الأرض التي أنبتت وأينعت خير ثمارها، من أبنائها الكرام، وعلمائها الأفاضل، ودعاتها المخلصين، ومفكريها النابهين؛ الذين طيَّبوا ترابها بجميل صنيعهم، وقويم أعمالهم، وبديع أفكارهم، فصنعوا مجداً تليداً تفخر به الأجيال على مر الأزمان.
المذكور: الشيخ القطان حمل هموم الأمة على عاتقه مدافعاً بالكلمة عن قضاياها وصوتاً ذائداً عن حماها
بينما كان المذكور يتحدث، تأثرت نبرات صوته وبدأت تعلوها العبرات، ليقول: وإننا إذ نقف وقفة إجلال وإكبار، في هذا المؤتمر، لرمز من رموز الكويت، والأمة الإسلامية، وعَلَم من أعلامها الكبار، نستذكر مآثره، ونقتفي أثره، ونتلمس طريقه.. ذاك الرجل الذي ما زال صوته يُطرب أسماعنا، ويشنّف آذاننا، ويزلزل قلوبنا.. إنه فضيلة الشيخ أحمد القطان، رحمه الله تعالى، فارس المنابر، هذا النبراس الذي عرفته الكويت والعالم الإسلامي منارة ساطعة في الدعوة إلى الله عز وجل، حيث كانت كلماته وخطبه ومحاضراته ودروسه مداداً يسري في عروق أبناء الأمة، ترتوي من فكره، وتهتدي بدعوته، وتنهل من علمه.
كلمة د. خالد المذكور في حفل تدشين مشروع الإرث الدعوي
للشيخ أحمد القطان @eslahkw @TareqAlSuwaidan @mh_awadi@Hanan_alqattan @Shaikh_alQattan#الشيخ_أحمد_القطان pic.twitter.com/rUjKhVBZW4— المجتمع (@mugtama) September 18, 2024
وتابع قائلاً: لقد جال الشيخ القطان وصال في محراب الدعوة إلى الله تعالى، قائماً بالعلم، صادعاً بالحق، وطنياً مدافعاً عن بلاده، سيفاً مصلتاً على الظالمين والمستبدين، هادياً -بكتاب الله وسُنة رسوله- للحيارى والضالين، ناصحاً أميناً لإخوانه المسلمين، لم يخش في الله لومة لائم، فوجدناه بين الناس مصلحاً اجتماعياً، ووسط الشباب مربياً ومعلماً، وعلى المنابر خطيباً مفوَّهاً، وفي المؤسسات التربوية والدعوية موجِّهاً ومُقوِّماً.
وأشار د. المذكور إلى أن دور الشيخ الراحل القطان الدعوي لم يقتصر داخل مسجده ومحرابه، أو بيته وبلاده، وإنما امتد ليشمل العالم الإسلامي على امتداد أطرافه، فحمل هموم الأمة على عاتقه، مدافعاً بالكلمة عن قضاياها، وصوتاً ذائداً عن حِماها.
وقال: إن أكثر ما شغلته قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، الذي أفنى عمره في الدفاع عنه، والحث على تحريره من المجرمين الصهاينة، فأسس «منبر الدفاع عن الأقصى»، وجعل منه صوتاً للمظلومين والمكلومين، وتأييداً للمجاهدين والمقاومين، وأسداً هصوراً على المحتلين الغاصبين، فكانت خطبه وكلماته تبعث في الأمة نخوتها، وتوقظها من غفوتها، سلماً على أحبابه، حرباً على أعدائه.
القحطاني: تجدد عطاءات الشيخ القطان من خلال موقع يحيي إرثه بعد سنتين من وفاته
وأضاف: لقد رحل الشيخ أحمد القطان بجسده، ولله دره، فما أحوجنا في هذه الأيام لمثله! ولكن رحمة الله تعالى سابقة؛ فقد خلَّف لنا الشيخ المبارك إرثاً دعوياً سيظل خالداً بيننا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «.. وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا ديناراً ولا درهماً، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ»، وترك لنا، رحمه الله، بصمة مضيئة في كل مكان زارته دعوته، وفي كل قلب لمسته كلماته.
وأكد أنه حَرِيٌّ بنا ووفاء لهذه القامة السامقة، أن نسعى جاهدين للحفاظ على هذا الإرث المبارك وتعزيزه في أعمالنا وحياتنا، وإخراجه في أحسن صورة، وأبهى حُلَّة؛ لتنتفع به الأجيال تلو الأجيال، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وتابع المذكور: ومن هذا المنطلق، وإيماناً بدورها الدعوي، أخذت جمعية الإصلاح الاجتماعي على عاتقها تنفيذ هذا الجهد المشكور، والعمل المنظوم، المتمثل في «مشروع الإرث الدعوي للشيخ أحمد القطان» الذي تقوم عليه مجلة «المجتمع» الغراء.
وفي الختام، بارك د. خالد مذكور انطلاق هذا المشروع إلى ذوي الشيخ الجليل وأهله وأحبابه وتلامذته من أبناء العالم الإسلامي في كل مكان، سائلاً الله تعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يتغمد الشيخ أحمد القطان بواسع رحمته، وأن يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في العمل ويعيننا على حمل راية الدعوة.
تجدد العطاء واستمرارية الإرث الدعوي
من جانبه، صرح رئيس تحرير مجلة «المجتمع»، الشيخ سالم القحطاني، قائلاً: تختلط مشاعر الفرح والفخر بإنجاز هذا المشروع مع الحزن على وداع عَلَمٍ بارز وداعية فذ، رحمه الله، الشيخ أحمد القطان، ومع هذه المشاعر، نشعر بالفخر والشكر لله على أن وفقنا لإتمام هذا الجهد، حيث تتجدد عطاءات الشيخ بعد ما يقارب السنتين من وفاته من خلال هذا الموقع.
وأضاف: هذا الموقع، الذي نفذته مجلتكم الغرّاء، مجلة «المجتمع»، التي على مدار أكثر من خمسة عقود اهتمت بقضايا المسلمين وأبرزت أهمية توجيه الاهتمام نحو قضايا الأمة، وكان الشيخ أحمد القطان، رحمه الله، أحد فرسان المنابر الذين أثروا المجلة بخطبه وكتاباته.
نجل القطان: بفضل الله أكملنا جمع الإرث الدعوي للشيخ القطان لنُطلق معاً رسالة إسلامية إيمانية عالمية
وتابع القحطاني: المجلة شرعت في مشروع جمع تراث الشيخ القطان، وقد فوجئنا بحجم النتاج العلمي والدعوي والفكري الذي تركه؛ مما يبرز عبقريته سواء على مستوى التأثير المجتمعي أو التأصيل والتنظير أو فهم دقائق الأمور في الشريعة الإسلامية الغراء.
كلمة الشيخ سالم حمد القحطاني في حفل تدشين مشروع الإرث الدعوي للشيخ أحمد القطان#الشيخ_أحمد_القطان@eslahkw@TareqAlSuwaidan@mh_awadi@Hanan_alqattan@Shaikh_alQattan @salem_alqahtani pic.twitter.com/c7qIeo41qA
— المجتمع (@mugtama) September 18, 2024
وأوضح رئيس التحرير أن المواد التي جُمعت تشمل مقاطع صوتية ومرئية وخطباً ومحاضرات، تم تفريغها بدقة علمية وإشراف دقيق، وقد خرجت حتى الآن في 6 مجلدات، ولا يزال العمل مستمراً، مضيفاً أن ما ترونه في هذا الموقع جزء يسير من إرث الشيخ رحمه الله.
كما كشف القحطاني عن قرب عرض فيلم وثائقي عن الشيخ القطان على إحدى القنوات الكبرى، مؤكداً أن هذا الفيلم سيكمل ما بدأناه اليوم بتدشين الموقع، وسيكون استمرارية لجهود الشيخ المباركة.
وأضاف: إخواننا في فلسطين ما زالوا يفخرون بكل ما يُنشر عن الشيخ أحمد القطان، وكيف أن كلماته الداعمة لقضيتهم كأنها تُقال اليوم؛ مما يعكس رؤيته الثاقبة وحضوره الدائم في قلوب الأمة.
وفي ختام كلمته، شكر القحطاني أعضاء مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي وكل من ساهم في إخراج هذا التراث العظيم، مؤكداً استمرار المجلة في عرض مواد الشيخ القطان عبر منصاتها المتنوعة، حتى تكون هذه المواد متجددة ومتاحة للجميع، خاصة في ضوء الأحداث الراهنة.
وفي كلمة ألقاها أ. عبدالله، نجل الشيخ أحمد القطان، قال: بفضل الله، أنهينا فنياً بعد جهد دام سنتين لجمع الإرث الدعوي للشيخ أحمد القطان، واليوم نبدأ انطلاقتنا الدعوية عبر المنصات الإلكترونية، لنُطلق معاً رسالة إسلامية إيمانية عالمية، تنشر كلمة الحق لينتفع بها بنو آدم من العرب والعجم، لتستمر بذلك هذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، في حياة الشيخ وبعد وفاته.
وأضاف: هذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن كلمة الباطل ساعة، وكلمة الحق إلى قيام الساعة.
كلمة أ.عبدالله أحمد القطان في حفل تدشين مشروع الإرث الدعوي للشيخ أحمد القطان
#الشيخ_أحمد_القطان@eslahkw@TareqAlSuwaidan@mh_awadi@Hanan_alqattan@Shaikh_alQattan pic.twitter.com/atmuRyn6d6
— المجتمع (@mugtama) September 18, 2024
ودعا القطان الله عز وجل أن يثبت العاملين من فريق أسرة الشيخ أحمد القطان، وكذلك فريق أسرة مجلة «المجتمع» داخل الكويت وخارجها، تحت سقف جمعية الإصلاح الاجتماعي، هذا الصرح الدعوي العظيم، وعلى رأسها د. خالد المذكور، حفظه الله ورعاه.
وختم بدعوة الجمهور لزيارة موقع الشيخ القطان، والتزود منه ونشره لعموم الفائدة والخير.
وتخلل المؤتمر عرض فيديو للموقع الرسمي للشيخ أحمد القطان، بالإضافة لعرض برومو فيديو وثائقي سيبث قريباً عبر إحدى القنوات الفضائية.