تعتبر الجمعية الكويتية للإغاثة من أبرز المؤسسات الإنسانية الكويتية التي تنشط في الوقت الراهن في مجال الإغاثة العاجلة والتدخل السريع في حالات الكوارث والأزمات في عدد من المجتمعات والدول في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وشرق أوروبا.
وقد عملت الجمعية الكويتية للإغاثة منذ انعقادها الأول تحت اسم «اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة» بسبب الفيضانات العارمة التي اجتاحت بنغلاديش والسودان، نهاية عام 1987م، كمظلة لتنسيق الجهود الخيرية والإنسانية الكويتية، وضمت في عضويتها ما يزيد على 17 جمعية خيرية وهيئة حكومية ومؤسسة اجتماعية كويتية.
وسعت الجمعية الكويتية للإغاثة منذ يومها الأول، وما تزال، إلى إيصال الاحتياجات الإنسانية الأساسية وعلى رأسها الغذاء والدواء والإيواء وغيرها إلى المجتمعات المتضررة من الكوارث والحروب والأزمات، بجانب سعيها الدائم والمستمر إلى دعم المشاريع والبرامج التعليمية والصحية والاجتماعية والتنموية التي تتناسب مع احتياجات المجتمعات الفقيرة والظروف التي تعرضت لها.
لقد سطرت «الكويتية للإغاثة» من خلال الإشراف على الفزعات الإنسانية والحملات الإغاثية الكويتية المشتركة بين الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية في الكويت وتنفيذها خارج الكويت؛ على مدار أكثر من 3 عقود، تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالعطاءات الإنسانية التي امتدت لأكثر من 30 دولة حول العالم؛ فكانت قوة من قوى الكويت الناعمة وأساساً من الأسس التي شيدت عليها دولة الكويت مكانتها الرائدة عالمياً في العمل الإنساني التي استحقت عنها تتويجها عام 2014م واختيارها من قبل الأمم المتحدة «مركزاً للعمل الإنساني»، وتسمية سمو أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، «قائداً للعمل الإنساني».
إننا إذا ما أردنا التطرق للجهود الإغاثية للجمعية الكويتية للإغاثة سنجد أنفسنا حتماً نتجه لإلقاء الضوء على جهودها بصدد القضية الإنسانية الأبرز في العالم في الوقت الراهن بجانب قضية الحرب الأهلية في السودان، ألا وهي القضية الفلسطينية، لقد قدمت الجمعية الكويتية أبرز الأمثلة على إيمان المؤسسات الإغاثية بعملها والقيام بواجبها الإنساني كما ينبغي أن يكون؛ فأطلقت منذ اليوم التالي لبدء العدوان على قطاع غزة حملة شعبية «فزعة لفلسطين» لجمع تبرعات لدعم صمود أهل فلسطين، ثم أطلقت حملة «سفينة غزة»؛ وهي حملة شعبية ثانية لتسيير السفن الإغاثية المحملة بمئات الأطنان من المواد الإغاثية والاحتياجات الماسة والضرورية للمتضررين من العدوان الصهيوني من أهل قطاع غزة.
ثم عملت الجمعية الكويتية للإغاثة، في مارس وأبريل 2024م، على إرسال فريقين إغاثيين طبيين في رحلتين إلى غزة، اصطحبا فيها عشرات الأطنان من المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية الطارئة للمصابين والمرضى داخل القطاع، أجرى خلالها أطباء الفريق وعمال الإغاثة من أعضاء الفريق مئات العمليات الجراحية، وافتتحوا النقاط الطبية الميدانية ووزعوا مئات الأطنان من المواد الغذائية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية العاملة في غزة.
بالإضافة إلى إطلاق حملتين؛ إحداهما لدعم صمود غزة، والثانية لدعم الوضع الصحي المنهار في مستشفيات القطاع، ثم توالت المشاريع والحملات الإنسانية لتسيير القوافل البرية والسفن البحرية والجسور الجوية المحملة بالاحتياجات الماسة والضرورية لسكان قطاع غزة، التي قدمت من خلالها الجمعية مئات الأطنان من المواد الإغاثية الضرورية لا سيما المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ولوازم الإيواء.
وفي السودان، منذ منتصف عام 2023م، أطلقت الجمعية فزعة للسودان استمرت حتى الوقت الحالي الذي تشهد فيه الجمعية تسيير سفينة إغاثية ضخمة تحتوي على 2500 طن من المواد الغذائية ومواد النظافة ومستلزمات الإيواء، وذلك من ميناء مرسين التركي إلى ميناء بورتسودان، وقبلها وفي إطار فزعة للسودان ساهمت الكويتية للإغاثية بأكثر من رحلة جوية ضمن الجسر الجوي الكويتي المخصص لدعم وإغاثة السودانيين المتضررين من النزاعات والأمطار والفيضانات.
وليست غزة والسودان فحسب، ففي خلال العام الماضي والأعوام القليلة التي سبقته تدخلت الجمعية الكويتية للإغاثة في كل الكوارث والأزمات التي شهدتها المنطقة؛ فشاركت وأشرفت على فزعة للمغرب، وفزعة لليبيا، كما أطلقت مطلع عام 2023م حملة إغاثية لدعم المتضررين من زلزال شمال سورية وجنوب تركيا، وحملة لدعم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وحملة أخرى لدعم المتضررين من الفيضانات في باكستان، وأخرى لدعم الوضع الإنساني في أفغانستان، وقبلها بعام وتحديداً في 2021م أطلقت فزعة لـ«الأقصى» لدعم المتضررين من الاعتداءات الصهيونية على أهل القدس وغزة وبعض المدن الفلسطينية.
كما كان للجمعية الكويتية للإغاثة عبر شركائها في العمل الكويتي الإنساني المشترك والمؤسسات الأهلية والهيئات الحكومية والشركات الخاصة الكويتية خلال الأعوام العشرة الماضية جهود كبيرة في تنفيذ الحملات الإغاثة والمشاريع الاجتماعية والتعليمية والتنموية والصحية التي تنهض بالظروف المعيشية وتسهم في تحسين جودة الحياة للإنسان وإعادة إعمار البنى التحتية في عدد من الدول على رأسها العراق واليمن وسورية ولبنان.