مكتب الوفاء- عادل العصفور:
كان، يرحمه الله، داعياً إلى الله بخلقـه وأدبـه وسلوكه وسمته وهديه وفعله، ينفق ماله في سبيل الله ونشر الدعوة، وزيادة أعداد الشباب في المساجد، إنه عبدالله عبدالمحسن الروضان.
الولادة والنشأة
ولد عبدالله عبدالمحسن الروضان في 2 جمادى الآخرة 1382هـ/ 31 أكتوبر 1962م، بمنطقة الفيحاء، وفي سن مبكرة مـن شـبـابـه تـزوج وأنجب بنتاً واحدة، و4 ذكور، وهم: محمد، وعبدالمحسن، وفواز، وثامـر.
مـن حسـن أخلاقه وسلوكه مع الآخرين تعلقت به الأسرة التي كان يقيم عندها في لندن
الدراسة والعمل
درس المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية، ثم التحـق بـوزارة الأوقاف، ثـم أكـمـل دراسته الجامعية لاحقاً في كلية الآداب، وتخرج فيها، وكان قد تخصص في الجغرافيا، وعمل في التدريس لمدة 3 سنوات، ثم أكمل مسيرته التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية، ونال درجة الماجستير، ثم حصل على الدكتوراة مـن بريطانيا بعنوان «الوقف وكيفية استثماره».
من أبرز صفاته
– أخلاقه العالية: كان مـن حسـن أخلاقه وسلوكه مع الآخرين أن تعلقت به الأسرة التي كان يقيم عندها في لندن؛ لدرجة أن ربة ذلك البيت وهي امرأة عجوز أرادت أن تحتضنه كأحد أبنائها لحسن أخلاقه وأدبه الجم؛ فرفض ذلك، وقال: إنه غير جائز في ديننا.
– حبه للقراءة: كان محباً للاطلاع والقراءة، تلحظ ذلك من حديثه وسعة ثقافته.
– التواضع: كان متواضعاً للصغير والكبير، والفقراء والطبقة المستضعفة، يبسطهم، ويقضي حوائجهم ولا يبدي أي تميـز لـه عليهـم.
كان داعياً إلى الله بخلقـه وأدبـه وسلوكه وسمته ينفق ماله في سبيل الله ونشر الدعوة
– بره بوالديه: كان باراً بوالديه وخصوصاً والده وأرحامه؛ الفقراء منهم خاصة، وكان محباً قارئاً للقرآن، وكان دائماً يردد: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»، وقد تميز بصفات عدة؛ منها الكرم والشجاعة وعفة اللسان والغضب الله، ويدلل أخـوه علـى ذلك عندما كان يستمع إلى الغناء فغضب منه قائلاً: إن الله سيسمعك أفضل منه في الجنة، فشرح الله صدره للنصيحة، وكان لا يتعدى الرابعة عشرة من عمره آنذاك، ولم يستمع إلى الغناء بعدها أبداً.
دوره الدعوي
لقد كان داعياً إلى الله بخلقـه وأدبـه وسلوكه وسمته وهديه وفعله.
ينفق ماله في سبيل الله وفي نشر الدعوة، وزيادة أعداد الشباب في المساجد بلا توقف ولا تردد، ودائماً يقـول: «ما يضيع عند الله»، يمثل الروضان، يرحمه الله، النموذج الأول في التأسيس الإيماني العميق، حيث التضحية والإنفاق، فيقتصد على نفسه ويكمل إخوانه من حوله.
الوفاة
توفي يوم الجمعة 12 شعبان 1423هـ/ 18 أكتوبر 2002م، وكانت جنازته مشهودة، وبقي أصحابه على قبـره ساعة لا يستطيعون فراقه وهم يدعون ويشهدون له(1).
___________________________
(1) منقول من كتاب «الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح»- المجموعة الثالثة.