أقامت الكلية الإسلامية الصينية، الأسبوع الماضي، حفل افتتاحها للعام الدراسي 2024 – 2025م في قاعة الكلية، وترأس الحفل يانغ فا مينغ، رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، رئيس الكلية الإسلامية الصينية، حيث ألقى كلمة الافتتاح، كما شارك في الحفل مو كي فا، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية ونائب الرئيس التنفيذي للكلية الإسلامية الصينية، والأمين العام ما تشونغ بينغ.
وفي كلمته، أعرب الرئيس يانغ فا مينغ عن ترحيبه الحار بالطلاب الجدد، وأعرب عن رسالته إلى جميع الطلاب الجدد بأن يضعوا الوطن الأم العظيم في الاعتبار، ويواصلوا الدراسة والتعلم بحماس وروح الشباب المكافح، حتى يصلوا إلى مستوى توقعات وأحلام البلاد.
وشدد على ضرورة الارتقاء إلى مستوى العصر الجديد، ودمج الوطنية والطموح لخدمة الوطن في القضية العظيمة لبناء دولة قوية وتجديد شباب الأمة، وتكوين المهارات المهنية، وتنمية المواهب، لتحقيق الهدف المزدوج؛ وهو إتقان العلوم الإسلامية والثقافة الصينية التقليدية معاً على نحو ممتاز، والسعي لتحقيق التكامل لتخريج أجيال رفيعة المستوى، مسلحة بالعلم الشرعي وحب الوطن لإضفاء الطابع الصيني على الإسلام في الصين، دون مساس بالشرائع الدينية الصحيحة.
وفي حفل الافتتاح، ألقى ممثلو الطلاب القدامى والطلاب الجدد في الكلية الإسلامية الصينية كلمات على التوالي، قائلين: إنه ينبغي لهم أن يضعوا في اعتبارهم «حلم البلاد العظيم»، وأن يعملوا بجد وأن يدرسوا باجتهاد، لكي يرتقوا إلى مستوى العصر ويعملوا على خدمة الوطن الأم في المستقبل.
وعلى هامش الحفل، تم تكريم الطلاب الذين حققوا نتائج متميزة، كما تم توزيع المنح الدراسية للطلاب المتفوقين، كما منح الرئيس يانغ فا مينغ شهادة تقدير باسم هان ون كي، رئيس جمعية إغاثة تشينغهاي هوي سالار؛ تقديراً لجهوده البارزة.
وخلال الحفل، تم الإعلان عن «المنحة الخضراء»؛ وهي منحة تبلغ قيمتها الإجمالية 485 ألف يوان (حوالي 70 ألف دولار)، وسيتم استخدامها لدعم طلاب الماجستير والدكتوراة في الكلية الإسلامية الصينية، وعددهم 46 طالباً، منهم 41 طالباً للماجستير، براتب شهري قدره 1000 يوان، إضافة إلى 5 طلاب للدكتوراة، براتب شهري قيمته 1500 يوان.
وقد حضر حفل الافتتاح جميع معلمي وطلاب الكلية الإسلامية الصينية، وتعد الكلية الإسلامية الصينية أو بمسماها القديم «معهد العلوم الإسلامية» المؤسسة التعليمية الإسلامية الرسمية على مستوى الصين، ولها 10 فروع في 10 مناطق ومقاطعات داخل الصين، كلها تحمل نفس الاسم.
وقد تم تأسيسها عام 1955م، بعد أن جرى دمج المعاهد والمدارس الإسلامية في بكين في مؤسسة واحدة، أُطلق عليها اسم «كلية هويمن الإسلامية» (هويمن تعني الشعب المسلم)، ثم تغير الاسم إلى «معهد العلوم الإسلامية»، وظل يحمل هذا الاسم حتى عام 2022م حين أطلقت الجمعية الإسلامية عليه اسم «الكلية الإسلامية الصينية».
وقد استقبلت منذ تأسيسها مئات الطلاب من مقاطعات الصين المختلفة، لكنها توقفت عن العمل وأغلقت أبوابها إبان الثورة الثقافية (1966 – 1976م) ثم أعيد افتتاحها مرة أخرى عام 1982م.
ومنذ أن استأنفت الكلية عملها في عام 1982م، عقدت على التوالي دورات تدريبية ودورات جامعية، تخرج خلالها مئات الأئمة وتولوا العمل في مساجد الصين المختلفة، وابتداءً من عام 1996م، تم اختصار المدة الأكاديمية للدراسة الجامعية من 5 إلى 4 سنوات.
وقد شكلت الكلية الإسلامية الآن نظامًا تعليميًا من البكالوريوس إلى الماجستير إلى الدكتوراة، ونظامًا تدريبيًا إسلاميًا رفيع المستوى، وأصبحت قاعدة تعليمية وقاعدة بحثية وقاعدة تدريب للتعليم الإسلامي الصيني، وتعمل باستمرار على تنمية المواهب الاقتصادية عالية المستوى للمجتمع الإسلامي الصيني.
تقع الكلية الإسلامية الصينية في منطقة نيوجيه التي يعيش فيها عدد كبير من المسلمين في بكين، وكانت تغطي مساحة تقارب 10 آلاف متر مربع، وبعد إعادة الإعمار والتوسعة، وصلت مساحة البناء إلى 22 ألف متر مربع، وتشتمل المباني الرئيسة للكلية على مباني التدريس ومساكن الطلاب، وقاعة الاجتماعات، والمكتبة، إضافة إلى قاعة الصلاة الملحقة بمبنى التدريس.
وتضم مكتبة الكلية الآن ما يزيد على 60 ألف كتاب باللغات الصينية والعربية والفارسية والإنجليزية والأردية وغيرها من اللغات، بالإضافة إلى بعض النسخ القديمة والثمينة من مخطوطات القرآن الكريم باللغة العربية.