الكتاب بعنوان «الأقصى وسبيل إنقاذه» من تأليف أ. محمد أحمد الراشد، يُقدّم رؤية شاملة لموقف الشريعة الإسلامية تجاه عمل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحليلاً فقهياً دقيقاً لمسألة التسوية مع العدو الصهيوني.
ويسلط الضوء على الأسس الشرعية التي تبرر تأسيس «حماس»، ويؤكد فرضية الجهاد في الإسلام، مستعرضاً الشروط الفقهية المتعلقة بالصلح مع العدو وفقاً لما قرره الفقهاء.
ويُعد الكتاب دعوة صريحة للمسلمين إلى فهم أعمق لمفهوم الجهاد ومشروعيته، ودعوة للتفاعل مع القضية الفلسطينية بمنظور شرعي واضح يعزز من ضرورة المقاومة والتمسك بالأرض والمقدسات.
ويؤكد الراشد من خلال مؤلفه عدة محاور رئيسة:
أولاً: فرضية الجهاد:
يبدأ المؤلف باستعراض الأدلة الشرعية على فرضية الجهاد، مُستنداً إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على القتال في سبيل الله، من أبرزها قوله تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة: 190)، يوضح أن جميع المذاهب الإسلامية تتفق على وجوب الجهاد، وأن هذا الفرض يسقط عن الجميع إذا قامت جماعة من المسلمين بأدائه، كما يناقش أن إنشاء حركة «حماس» يأتي في إطار تجديد هذا الفرض والالتزام الشرعي بالدفاع عن المقدسات.
ثانياً: شروط الصلح مع العدو:
يتناول الكتاب بشمولية حكم الصلح مع العدو، مُؤكداً أن الصلح مع العدو يجب أن يكون وفق شروط محددة، وألا يكون صلحاً دائماً، بل مؤقتاً بما يتناسب مع المصلحة العامة، ويشير الراشد إلى أن المحاولات الراهنة للتسوية مع الكيان الصهيوني لا تلتزم بهذه الضوابط؛ مما يجعلها محل شك ورفض من الناحية الشرعية.
ثالثاً: ضرورة الجهاد والمقاومة:
يؤكد الكتاب ضرورة استمرار الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال «الإسرائيلي»، مُعتبراً أن حركة «حماس» تمثل ركيزة أساسية في هذا الجهاد.
ويرى أن «حماس» تؤدي دوراً كبيراً في إحياء معنى الجهاد في نفوس المسلمين، وتعمل على تذكير الأمة بأهمية الدفاع عن مقدساتها واسترداد حقوقها.
رابعاً: حقوق المسلمين وواجب الدفاع:
يناقش الكتاب القضية الفلسطينية من منظور شرعي وسياسي، مؤكداً أن الجهاد هو الوسيلة الشرعية لاستعادة الحقوق المسلوبة والحفاظ على الهوية الإسلامية.
ويرى المؤلف أن الاحتلال الصهيوني يسعى دوماً للتوسع على حساب الأراضي الإسلامية؛ ما يفرض على المسلمين واجب الدفاع والمقاومة.
خامساً: رؤية قانونية:
لا يقتصر الكتاب على الطرح الشرعي فقط، بل يتناول أيضاً البعد القانوني الدولي، ويُشير إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يعترف بحق الدول في الدفاع عن نفسها، ويؤكد أن حق الدفاع عن النفس حق مشروع وفق القوانين الدولية، ويُبرز هذا الجانب لتأكيد أن المقاومة الفلسطينية، ممثلة بحركة «حماس»، جهاد مشروع وقانوني أيضاً.
سادساً: دور «حماس» في إحياء الجهاد:
يُخصص الراشد جزءاً من الكتاب لإبراز أهمية دور «حماس» في إحياء الجهاد الإسلامي، معتبراً أن «حماس» ليست مجرد حركة مقاومة عسكرية، بل جزء من مسيرة الجهاد الإسلامي المستمر عبر التاريخ، مع تأكيده على أهمية دعم هذه الحركة لاستكمال دورها في مواجهة العدو.
المصادر الفقهية المعتمدة
اعتمد الراشد في مؤلفه على 3 مصادر رئيسة تعزز فكرته عن الجهاد والمقاومة، هي:
1- «الجهاد في سبيل الله» للدكتور عبدالله القادري، وهو رسالة دكتوراة تناقش أحكام الجهاد في الشريعة الإسلامية.
2- «شرح السير» للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وهو كتاب فقه مخصص لأحكام الجهاد، وشرحه شمس الأئمة السرخسي.
3- «آثار الحرب في الفقه الإسلامي» للدكتور وهبة الزحيلي، الذي يتناول الجوانب الفقهية المتعلقة بالحرب والدفاع.
للاطلاع على الكتاب اضغط هنا.