قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام)
يحيى.. اسم يلامس شغاف الروح بمعناه العميق المتجذر في “الحياة” الحقيقية، وهي “الحياة” لله سبحانه وتعالى.
يحيى.. هو من يحيا بقلبٍ ينبض بحب الله، فحياته ليست مقيدة بنبضات الجسد، بل بنبضات الإيمان التي تهديه إلى طريق الحق.
يحيى.. هو من اختار أن يحيى لله ويموت لله، فيكون جسده على الأرض وروحه تحلق في السماء.
يحيى.. هو من أدرك أن الحياة ليست بطول أيامها، بل بعظمة الرسالة التي يحملها، وأن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
يحيى.. هو المتجذر في الأرض، المدافع عنها، الجاهدُ المجاهد.
يحيى.. لا يعرف الخوف إلا من الله، ولا يسعى إلا لمرضاته. هو يؤمن بأن المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية آنية؛ بل هي عقيدة ثابتة راسخة لاستعادة الحقوق كاملة، طريقها مليء بالشدائد والصعاب، نهايته إما نصر أو شهادة.
يحيى.. شهيداً يسطر بدمائه دروساً في العزة والكرامة، فهو الذي يُحيي أمته في حياته وبعد رحيله، ويترك خلفه إرثاً من القوة والصمود لتقتدي به الأجيال.