«الآن جاء الموعد يا أمّاه، فلقد رأيتُ نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد، ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك، مرحى بك!».
هذا ما كتبه القائد الشهيد الفلسطيني يحيى السنوار (أبو إبراهيم) في روايته «الشوك والقرنفل» التي أصدرها من داخل سجنه في بئر السبع عام 2004م.
لم يكن أحد ليتوقع أن قائداً أفنى حياته في مواجهة الاحتلال سيكون أيضاً كاتباً قادراً على إنتاج نص أدبي مؤثر.
وبعد 20 عاماً من كتابته لهذه السطور، استشهد السنوار في معركة «طوفان الأقصى»، التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023م، عندما اقتحم مقاومو «كتائب القسام» مستوطنات الاحتلال في غلاف غزة.
استشهاده، مقبلاً غير مدبر، أعاد تسليط الضوء على روايته التي انتشرت بعد ذلك بشكل واسع بين القراء والمكتبات.
حبكة درامية
تتألف رواية «الشوك والقرنفل» من 335 صفحة موزعة على 30 فصلاً، وتعد عملاً أدبياً فريداً يتجاوز الحدود التقليدية للرواية، حيث يجسد تجربة ومعاناة الشعب الفلسطيني عبر حبكة درامية تعتمد على أحداث حقيقية وشخصيات تجمع بين الواقع والخيال.
تدور أحداث الرواية حول حياة عائلة فلسطينية من مخيم الشاطئ في غزة، وتوثق المحطات الأساسية في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ «نكسة 1967م» وحتى بدايات «انتفاضة الأقصى».
كتب السنوار الرواية في ظلمة الأسر داخل سجون الاحتلال، وتم تهريبها بجهود مضنية من نسخها وإخفائها عن عيون السجانين، حتى وصلت إلى أيدي القراء.
تصف الرواية الصراعات والتحديات التي واجهها الأبطال في سعيهم نحو الحرية والكرامة، مقدمة صورة عن الحياة اليومية والنضال المستمر للفلسطينيين.
كما تعكس الرواية كيف يمكن للأدب أن يكون أداة قوية للمقاومة والتعبير عن الهوية الوطنية والتاريخ.
وقال السنوار، في مقدمة الرواية: «هذه ليست قصتي الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، على الرغم من أن جميع أحداثها حقيقية، كل حدث منها أو كل مجموعة من أحداث تخص هذا الفلسطيني أو ذاك».
وأضاف: «الخيال في هذا العمل هو فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه، وكل ما سوى ذلك حقيقي، عشته وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه هم أهلهم وجيرانهم على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة».
وأهدى السنوار روايته إلى «من تعلقت أفئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى الخليج؛ بل من المحيط إلى المحيط».
لتحميل الرواية والاطلاع عليها من هنا