تتعدد الأعمال الخيرية الكويتية في العالم، وتتجدد وتتنوع بحسب الحاجة، وقد تميزت أخيراً في مشروع إنساني رائد؛ ألا وهو مشروع دار إيواء النساء اللاتي يطردن من بيوتهن لخلافات أسرية أو طلاق في بريطانيا، الذي حقق نجاحاً بعد إنجاز الدار الأولى والثانية، وجاري العمل في إنشاء الدار الثالثة بلندن.
وحول هذا المشروع، التقت «المجتمع» مع أمينة بليك، مديرة الدارين، للحوار حول الفكرة والنتيجة.
تتميز العلاقات الكويتية البريطانية بالعراقة التاريخية التي تنوعت في مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية، وامتد ذلك في السنوات الأخيرة إلى التعاون الإنساني والخيري، فما تقييمك لهذا التعاون؟
– يعد التعاون الإنساني والخيري الكويتي في بريطانيا متميزاً منذ القدم، على المستوى الرسمي والأهلي، وقد أقيم العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية والتعليمية والثقافية في بريطانيا، ودعم أنشطة عشرات المراكز الإسلامية والمساجد فيها، وإقامة ولائم الإفطار في رمضان، وتقديم المساعدات للمشردين (HOMELESS)، وإقامة الملتقيات الثقافية ودعم الكراسي العلمية في الجامعات البريطانية، وأشهرها مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد، وملتقى الحضارات الذي تنفذه مؤسسة البابطين الكويتية.
وحتى الحيوانات نالها جزء من ذلك، عندما ساهمت حكومة الكويت بدعم حديقة الحيوان في لندن، ومن المشاريع الكويتية الإنسانية البارزة «دار الإيواء».
ما مشروع دار الإيواء؟
– تتعرض بعض النساء إلى الطرد من بيوتهن لأسباب مختلفة خلافات أسرية طلاق.. وغير ذلك، فجاءت فكرة إنشاء «دار الإيواء» لحماية النساء المطرودات من التشرد والتحرش الجنسي، وتوفير مأوى يليق بالإنسان وتحفظ له كرامته، وأحياناً يتم استيعاب امرأة وأطفالها، وذلك لحين إيجاد مأوى مناسب.
كم دار إيواء أنشئت حتى الآن؟
– أنشئت أول دار إيواء كويتية في بريطانيا بمدينة بيرمنجهام، وهي «دار إيواء الشايع» بتبرع من «جمعية الشايع الخيرية»، والثانية «دار إيواء عدن» في مدينة شيفيلد بتبرع مشترك من «مجموعة الساير» ومتبرعين آخرین واسمها مقتبس من «جنات عدن» وتشرف عليها من دولة الكويت «جمعية الرحمة العالمية»، وتشرف عليهما «دار الرعاية الإسلامية» في المملكة المتحدة بأفرعها، ومقرها الرئيس في لندن، وجاري العمل لإنشاء دار إيواء ثالثة في مدينة لندن.
ويضم المبنى 14 غرفة سعة 40 شخصاً كحد أقصى، ولكننا غالباً لا نحاول الوصول لهذا العدد منعا للازدحام، وضغط المبنى.
ماذا تقدم دار الإيواء لساكناتها؟
– توفر دار الإيواء المسكن والمأكل والمشرب وتعليم ساكناتها بعض الأمور الحياتية، تعليماً وتدريباً، مثل التربية والعناية المنزلية والزوجية ومهارات عامة ومتنوعة ونسعى لتسجيل بعضهن في الجامعة أو المعاهد لاستكمال تعليمهن.
وتقام لهن ورشة عمل توعوية للتعرف على حقوقهن وواجباتهن تجاه المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، وتوفير محام للدفاع عنهن، وتأكيد مفهوم وقيمة بر الوالدين لدى النساء والتأكيد على عدم قطع العلاقات مع ذويهن والتواصل معهم، حتى لو كانوا سلبيين.
وتجرى محاولات دائمة للإصلاح بينهن وأسرهن من خلال ما يسمى «لجنة إصلاح ذات البين» وبعضها ينجح.
وبينت بليك أن هناك حالات خاصة تكون عندهن مشكلات نفسية، فيتم استجلاب اختصاصيات نفسية لمعالجتهن، كما يستعان باختصاصيات اجتماعيات وتربويات للمشاركة في حل المشكلات الاجتماعية والتربوية.
وأكدت بليك أن العمل يتم بشكل سري حماية لهن ويتم التعامل والتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، وإبلاغهم بكل الإجراءات.
ما أبرز المشكلات التي تواجه الدار؟
– تعد مشكلة التمويل من أهم المشكلات القائمة في العمل، فالمتبرعون للمبنيين -مشكورين- تكفلوا بشراء البيتين وصيانتهما وتجديدهما، إلا أن تكلفة التشغيل تبقى همًا كبيراً: من رواتب العاملين، والكهرباء والماء والغاز والتدفئة والمأكل والمشرب والغسيل والنظافة والصيانة الدورية، والدورات التدريبية وورش العمل.. وغير ذلك، علماً بأن كل الخدمات المقدمة مجانية(1).
___________________
(1) تم النشر في العدد (2131)، رمضان 1440هـ/ مايو 2019م.