أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاباً جديداً للمؤرخ الفلسطيني د. أسامة الأشقر، بعنوان «أرواح الطوفان: نماذج فذة من البطولة والثبات في طوفان الأقصى»، يسلط الضوء على تضحيات وبطولات فئات متنوعة من الشعب الفلسطيني.
الكتاب، الذي يتألف من 143 صفحة، يروي قصصاً ملهمة لأفراد من شرائح المجتمع الفلسطيني المختلفة، بمن في ذلك الأكاديميون، والأطباء، والفنانون، والشعراء، وغيرهم، ويبرز تضحياتهم وصمودهم في مواجهة الاحتلال.
من خلال صفحات الكتاب، يعرض المؤلف مشاهد من التضحية والصمود، ويسرد حكايات لرجال ونساء وأطفال، قدموا أرواحهم وأحباءهم فداءً لوطنهم، يقدم الكتاب تأريخاً حافلاً يخلد هذه النماذج البطولية، التي شكلت مصدر إلهام للأجيال القادمة في معركة مستمرة ضد الاحتلال.
يشير د. الأشقر، في مقدمة كتابه، إلى حرصه خلال توثيقه لرحلة هذه الأرواح أن تكون حاوية على فئات متفاوتة من المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة؛ الأستاذ والأكاديمي، والطبيب والمهندس، والفنان والشاعر والمثقف، والمبصر والكفيف، والسميع والأصمّ، والرجل والمرأة، والأستاذ والطالب، والشيخ والشاب والطفل، والمقاتل بسنانه ولسانه وفرشاته، والإمام والداعية، والطالب والتلميذ، والأم وابنها، والأب وابنه وابنته، والعائلة كلها وبعضها، والمستقلّ وابن التنظيم.
ويضيف المؤلف أن الغالبية العظمى من قصص هذه الرحلة هي لشهداء، إلا أن الكاتب لا يغفل توثيق نماذج ملهمة من الصبر والتحدي لأمهات عظيمات فقدن أبناءهن وأحباءهن في هذه المعركة.
في هذا السياق، يبرز الكتاب دور النساء الفلسطينيات اللواتي حملن على عاتقهن مسؤولية استمرار المقاومة، عبر تربية جيل جديد على الصمود والإيمان بحتمية النصر.
ويقول الأشقر: ثمة استثناء جعلته لنماذج فذة من السيدات العظيمات الصابرات اللواتي فقدن أولادهن وعائلاتهن، ولكنهم سرعان ما وقفن على أقدامهن، وجعلن من هذه المحنة القاسية وقوداً يغذي إيمانهن بحتمية اللقاء بأحبابهن في جنة عالية، وعدالة قضيتهن في هذه الدنيا التي دفع فيها الأبرياء ثمن وحشية الاحتلال وغدره وعنصريته البغيضة.
وأوضح الكاتب أنه حرص على انتقاء ما أثّر فيه من قصص، وما رأى فيه نماذج القدوة، ودواعي الأسوة، وأيقونات الثبات، وأعمدة الصبر، وأمثلة الرضا بالقضاء والقدر، واهتمَّ بسير أولئك الذين اشتهروا بلقطة الوداع الأخيرة في حياتهم، ولم تعرفهم الشهرة إلا بعد رحيلهم.
ورأى أنّ ما أورده من قصص في الكتاب هي تلك التي لقيت حظّها من التوثيق والتسجيل، وهي عيّنة صغيرة جداً من مشاهد عظيمة كثيرة، احتوت مواقف عظيمة غير مسجّلة وغير محفوظة، أو لم يبقَ ثمة شهود يروون قصتها.
وأشار إلى أن كل قصة تم توثيقها في الكتاب تصلح أن تكون مادة لأعمال توثيقية أو دراميّة، وتؤسّس لقصص خالدة تستحق أن تُروَى ويُفاض البحث فيها لوصولها غاية التجربة الإيمانيّة بتسليم الروح لبارئها في قناعة ورضا وإقبال.
للاطلاع على الكتاب وتحميله من هنا.