تفاعل عدد من الشخصيات الكويتية والعربية مع إساءة الإعلامي مشعل النامي بحق نساء غزة على موقع التدوين إكس، حيث استنكروا تصريحاته وطالبوا باتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبته، ويأتي هذا الغضب الواسع ضمن سلسلة مواقف مجتمعية وإعلامية داعمة لأهل غزة ورافضة لأي مساسٍ بشرفهم وكرامتهم.
الإجراءات القانونية المعلنة
أعلن حزب المحافظين المدني، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن نائب رئيس الحزب أحمد الحمادي تقدّم ببلاغ رسمي إلى النائب العام ضد مشعل النامي، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي دفاعًا عن شرف أهل غزة وحرائرها، كما اعتبر الحزب هذا البلاغ دفاعًا عن القيم التي يؤمن بها الشعب الكويتي في مساندة قضايا الأمة.
مواقف الشخصيات العامة
وقد تصدرت الأديبة الكويتية الشيخة د. سعاد الصباح هذا الحراك، حيث علقت قائلةً: خرساء كل الألسنة على نساء غزة غير لسان يدعو الله أن يحميكن من نار العدوان، وقدمت الصباح قصيدة مؤثرة وجهتها لنساء غزة، وصفت فيها صمودهن ورسالتهن الثابتة، فقالت:
سلامٌ عليكنَّ.. يا سيدات الندى والسماح
سلامٌ على الشجن المقدسي
وستر العباءات عند الصباح
سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير
أو حين يبدأ عصف الرياح
سلامٌ عليكن في كل وقتٍ..
فقد سقط الفرق بين جمال العيون
وبين جمال السلاح
إدانات من الشيوخ والمثقفين
وقد عبّر الشيخ محمد العوضي عن استنكاره الشديد، مشددًا على أن من يطعن في أعراض الناس ويتناول شرفهم ويدّعي ذلك بذرائع فاسدة، يمثل «مخلوقًا مشوّه الطباع»، ووصفه بأنه يجمع «بين خسة الأخلاق وأحقاد المتصهينين»، وأضاف أن المجتمع الكويتي يبقى محصنًا من مثل هذه الأفعال السيئة، وأن الطعن في الأعراض جريمة يعاقب عليها القانون.
الشيخ أحمد النفيس عبّر عن تضامنه عبر نشر صورة لنساء غزة وعلّق قائلاً: الطهر والنقاء والعفة والعزة والكرامة في صورة.
بينما وصف الشيخ فيصل بن قزاز الجاسم نساء غزة بأنهنّ أمهاتنا وأخواتنا، مبرزًا عفتهن وصبرهن وسط كل المصائب، ومعتبرًا الطعن في شرفهن طعنًا في شرف كل نساء العرب، داعيًا إلى معاقبة المسيئين.
مواقف من وسائل الإعلام والشخصيات الخليجية
وشارك الإعلامي السعودي داود الشريان في هذه الحملة، مندّدًا بتصريحات النامي، حيث قال: اتهامك لنساء غزة هو خور في القول وجناية بحق شعب يقاوم الإبادة والحصار، وأكد الشريان أنه يمكن انتقاد السياسات، لكنه لا ينبغي أن يطعن أحد في شرف النساء، داعيًا إلى التفكير في عواقب هذه التصريحات التي تتنافى مع المروءة والكرامة.
أصوات من الداخل الكويتي
أما النائب السابق جمعان الحربش، فقد استنكر بشدة إساءة النامي، معتبرًا أن التراب الذي يمشي عليه نساء غزة أشرف من تاريخ النامي، ودعا الحكومة الكويتية لاتخاذ موقف قانوني حازم، مؤكدًا أن الطعن في الأعراض ليس حرية رأي وإنما إساءة بالغة تسيء لموقف الكويت الداعم لقضية فلسطين.
النائب السابق د. صالح بن ذياب المطيري، في رده على الحادثة، أكد ضرورة عدم الانجرار إلى الرد المباشر على الإساءة، مشيرًا إلى أن هناك دورًا للدولة في محاسبة المتجاوزين لحماية سمعة الكويت وموقفها الداعم لغزة.
بدوره، وجه النائب السابق بدر الداهوم رسالة دعم إلى نساء غزة، قائلاً: يا نساء غزة، يا من أنجبت بطونكن الأبطال، والله إنكن لأشرف وأنقى من أن يُطعن فيكن مرتزق مفتري، مقتبسًا البيت الشعري: إذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل.
النائب السابق عبدالله الطريجي عبّر عن رفضه القاطع لأي مساسٍ بشرف أهل فلسطين، وقال: معركتنا واحدة، وما يؤذي إخواننا في غزة يؤذينا جميعاً، وذكر أن الكويت ستبقى في طليعة الدول المناصرة لفلسطين ولن تسمح لأي طرفٍ بالمساس بهذا الموقف.
من جانبه، قال الطبيب الكويتي محمد جمال الذي عمل سابقًا في غزة: إن أهل غزة لم يظهروا سوى الصبر والثبات وعزة النفس، وإن تجربته الشخصية أثبتت نقاءهم وكرامتهم، مؤكدًا أن الافتراء عليهم يعد ظلمًا بيّنًا.
وأضاف الإعلامي الكويتي داهم القحطاني أن التشكيك في شرف نساء غزة يمثل جريمةً في القانون الكويتي ويستوجب المساءلة.