تعد قرية نماء الخيرية، التي أقامتها جمعية نماء الخيرية الكويتية في منطقة كيسي في وسط ساحل العاج، نموذجًا متكاملاً لتحقيق التنمية المستدامة، فهي توفر مساكن للفقراء، ومدرسة، ومسجدًا، وبئر مياه؛ ما يسهم في تلبية الاحتياجات الأساسية التعليمية والدينية والصحية والاقتصادية للأهالي.
هذا المشروع التنموي يعكس التزام الجمعية بتعزيز الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا، وإرساء بيئة معيشية مستدامة تمكنهم من الاستقرار والمشاركة في تحسين نوعية حياتهم.
بيوت للفقراء.، حياة كريمة وشاملة
تأتي بيوت قرية نماء الخيرية كحلٍ جذري لسكان المنطقة الذين كانوا يعيشون في عشش وأكواخ بدائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، وقد ساهمت هذه البيوت في لمّ شمل الأسر، حيث كانت تعيش بعض العائلات في أماكن متفرقة نظرًا لعدم وجود سكن ملائم يجمعهم،
والبيوت الجديدة ليست مجرد مأوى، بل هي فرصة للأسر الفقيرة لتعيش حياة كريمة بأمان واستقرار بعيدًا عن معاناة التشرد، وصُممت هذه المنازل بالتعاون مع مكاتب هندسية معتمدة لضمان بنية تحتية قوية وآمنة، تراعي طبيعة المنطقة وتلبي احتياجات السكان الأساسية؛ ما يحقق لهم كرامتهم الإنسانية.
المدرسة.، التعليم بوابة المستقبل
يشكل التعليم حجر الزاوية في بناء المجتمعات المستدامة، ومن هنا حرصت جمعية نماء على بناء مدرسة في قلب القرية، وتقدم المدرسة فرصة لأبناء الأسر المحتاجة للحصول على التعليم الأساسي؛ ما يسهم في بناء جيل قادر على تحقيق التقدم الشخصي والمجتمعي، كما توفر المدرسة بيئة تعليمية تشمل مختلف المستويات الدراسية؛ ما يفتح للأطفال آفاقًا جديدة للتعلم وتطوير المهارات، ويعزز فرصهم في المستقبل، فالتعليم هو أحد أساسيات التنمية المستدامة، حيث يساعد في كسر دائرة الفقر ويخلق فرصًا اقتصادية أفضل للأجيال القادمة.
المسجد.، روح المجتمع ونقطة تجمع
المسجد في قرية نماء ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو أيضًا مركز يجمع أفراد المجتمع؛ ما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين سكان القرية، فهو يُمكِّنهم من أداء العبادات الجماعية، ويعزز من قيم التعاون والسلام، ويتيح مساحة لتبادل الأخبار وتقديم الدعم الاجتماعي بين الأهالي، كما يعزز المسجد من الروحانية والانسجام في القرية، ويعكس أهمية الجانب الديني في حياة سكانها، ويسهم في خلق مجتمع متكامل مترابط، مستمد من القيم الإسلامية التي تحث على التعاون والمساندة.
بئر المياه.. حياة وصحة مستدامة
من أهم المشكلات التي يواجهها سكان كيسي وساحل العاج بشكل عام، ندرة المياه النظيفة، التي تعتبر شرطًا أساسيًا للصحة العامة؛ لذلك، تم حفر بئر في قرية نماء لتوفير المياه النظيفة الصالحة للشرب؛ ما يساعد في الحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، ويوفر مشقة التنقل إلى المناطق البعيدة لجلب المياه، بئر المياه هو مصدر حياة لسكان القرية، يسهم في تعزيز صحتهم واستقرارهم، ويعد عاملًا أساسيًا في تحسين جودة الحياة اليومية، وتحقيق الاستدامة في توفير أحد أهم الموارد الأساسية.
أهمية قرية نماء.. نموذج للتنمية المستدامة
تمثل قرية نماء الخيرية نموذجًا في العمل الإنساني المستدام، حيث تُركز جهود الجمعية على تلبية احتياجات سكان القرية بشكل شامل؛ بما يعزز قدرتهم على الاعتماد على الذات، ويحقق لهم الكرامة الإنسانية، وتهدف الجمعية إلى تحسين نوعية الحياة في كيسي عبر تقديم حلول متكاملة تشمل التعليم، والصحة، والماء، والمأوى؛ ما يسهم في استقرار العائلات وتوفير بيئة حاضنة للأطفال تتيح لهم النمو والتعلم بعيدًا عن أعباء الحياة القاسية.
دعم التنمية الشاملة في ساحل العاج
يتماشى مشروع قرية نماء مع الرؤية الإستراتيجية لجمعية نماء الخيرية، التي تركز على تنمية المجتمعات الفقيرة عبر برامج مستدامة تؤسس لبنية تحتية قوية تسهم في استقرار الأوضاع المعيشية، كما أن المشروع يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لساحل العاج عبر إتاحة فرص للتعليم والصحة والسكن؛ ما يقلل من الفقر ويعزز الازدهار، كذلك، تحرص الجمعية على توظيف العمالة المحلية في مشروعات البناء؛ ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، ويعود بالفائدة على سكان القرية والمنطقة المحيطة.
نجاح المشروع.. ثلاثية الرسالة والحاجة والدعم
استند نجاح مشروع قرية نماء الخيرية إلى ثلاثية أساسية؛ هي: الرسالة، والحاجة، والدعم، جاءت رسالة المشروع واضحة نحو بناء مجتمع أكثر كرامة وتمكينًا، واستجابت لحاجة حقيقية للأسر الفقيرة، بالإضافة إلى الدعم السخي من المتبرعين الكويتيين، الذين آمنوا بأهمية المشروع ورسالته الإنسانية، هذا النجاح يوضح أن المشاريع الخيرية يمكن أن تكون أكثر من مجرد تقديم مساعدات آنية، بل تستطيع أن تحقق استدامة الأثر عبر تحسين الظروف المعيشية، وتوفير بيئة مناسبة للنمو والتطور.
تعد قرية نماء الخيرية في ساحل العاج واحدة من المشاريع الرائدة التي تعكس رؤية متكاملة للعمل الخيري الكويتي، فهي ليست مجرد قرية سكنية بل مجتمع شامل يوفر للناس أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة، وتبرز القرية أهمية التعاون الدولي والتكافل بين الشعوب، فهي تقدم درسًا في كيفية بناء المجتمعات على أساس من الإنسانية والشمولية، وتثبت أن العمل الخيري يستطيع أن يحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الفئات المحتاجة، ويعزز من استقرارهم ويؤسس لبنية قوية لمستقبل مستدام.