في إطار التزامها المستمر بدعم ضحايا الكوارث والنزاعات، اختتمت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي عن طريق شريكها الاستراتيجي جمعية “يداً بيد من أجل سوريا” مشروعها الإنساني لتركيب الأطراف الصناعية للناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا عام 2023، والذي خلّف وراءه آلاف المصابين، كثيرٌ منهم يعاني من بتر في الأطراف
وفي هذا الصدد قال وليد البسام رئيس قطاع التنمية والمشاريع أن هذا المشروع كمحاولة لإعادة الأمل وتقديم الدعم الشامل للمصابين، حيث لا يقتصر التحدي على فقدان القدرة الجسدية فحسب، بل يمتد ليشمل التأثيرات النفسية العميقة التي تتركها مثل هذه الإصابات، وأضاف البسام: هذا المشروع يجسد التزام نماء الخيرية بالوقوف إلى جانب المصابين، خاصة أولئك الذين فقدوا أطرافهم جراء الكوارث، وندرك أن البتر ليس مجرد إصابة جسدية، بل هو جرح نفسي عميق يحتاج إلى جهود مستمرة لإعادة التأهيل وتمكين الناجين من استعادة حياتهم بكرامة.”
وأشار البسام إلى أن مشروع تركيب الأطراف الصناعية جاء استجابة لحاجة ملحّة، حيث قدرت تقارير الأمم المتحدة وجود 3.7 مليون سوري يعيشون بإعاقات دائمة، معظمهم نتيجة الحرب والكوارث، وأضاف البسام: “مع وقوع الزلزال شمال سوريا عام 2023، تفاقمت الإصابات، ما دفع نماء الخيرية لإطلاق هذا المشروع الذي يهدف إلى تقديم الدعم الطبي والنفسي للمصابين، عبر توفير أطراف صناعية عالية الجودة تساعدهم على استعادة الحركة ومواصلة حياتهم.”
وأفاد البسام أن المشروع مر بمراحل دقيقة لضمان تقديم خدمة شاملة وفعالة، تبدأ اختيار المرضى المتضررين حيث تم تحديد المستفيدين بدقة، ممن تأثروا مباشرة أو غير مباشر بالزلزال، لضمان وصول الدعم إلى من هم في أشد الحاجة ثم مرحلة العلاج الفيزيائي القبلي بدأ المشروع بتقديم العلاج الفيزيائي للمصابين بهدف تهيئة أجسادهم لعملية تركيب الطرف الصناعي ثم مرحلة أخذ القياسات حيث تم استخدام قوالب الجبصين لأخذ قياسات دقيقة لضمان جودة التركيب وتناسب الطرف الصناعي ثم مرحلة التصنيع وشملت العملية إنتاج طرف صناعي تجريبي، ثم الطرف النهائي بعد الاختبار والتحسين، لتقديم أفضل دعم حركي ممكن ثم العلاج الفيزيائي البعدي عقب التركيب، تلقى المرضى علاجًا فيزيائيًا لتحسين التكيف مع الطرف الصناعي، وتسهيل الحركة والتنقل ثم مرحلة التصنيع التجميلي انتهى المشروع بتوفير تصنيع تجميلي للطرف الصناعي، مراعاةً للشكل الطبيعي وإعادة الثقة للمصابين.
وأكد البسام في ختام تصريحه أن نماء الخيرية ستستمر في دعم مثل هذه المشاريع الإنسانية، والتي تعكس قيم التضامن والأخوة، مشيدًا بدور المجتمع الدولي في توفير الدعم اللازم لضحايا الكوارث الطبيعية والحروب وأضاف: “نحن نأمل أن نكون قد حققنا خطوة مؤثرة في حياة هؤلاء المصابين، وأن نشكل أملاً جديدًا ينير لهم طريق التعافي والمستقبل.”