أي قلب كبير حوته أضلعك يا سيدي!؟
وأي قمة سامقة تلك التي بلغت؟!
في عصر ارتكست فيه النفوس..
إلى حماة طين الأرض..
تُرى لو قدّر لنا أن نبلغ ما بلغت..
هل كنا سنرى هذه الدنيا كما نراها الآن؟!
وهل سيعتذر علينا الفطام عن لبنها؟!
أم هل كنا سنستعذب الشهادة
ونتعجل لقاء ربنا وصحبة نبينا
عليه الصلاة والسلام؟!
عماد، ما زالت روحك تصرخ فينا بعزمات المؤمن الواثق تهز أجسامنا المهترئة، وتجلو الران عن قلوبنا الصدئة..
ما زالت لهجتك الصادقة تكشف كل أكاذيبنا..
يا من علّمت الأجيال كيف تهون الأرواح في سبيل العقيدة، وضربت لنا أروع الأمثلة، ورسمت لنا صورة ظنّ كثيرون أنها طوتها صفحات تاريخ مضى..
يا من جسّدت المصحف حياً على الأرض، ونقلت آية السيف إلى الميدان..
ويحار المرء من حقائق تبدو كأوهام، ويتساءل عن سرّها، ويفتش عن أساسها ولا يلبث أن يجد ذلك السر أنه مصنع الرجال، أنها الدعوة التي تلح في اتباع قافلة يقودها خير البرية محمد صلى الله عليه وسلّم، واللحاق بموكب الخير من النبيين والصديقين ولشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، فتنشط النفوس العالية وتتزاحم، لكن لا زحام، فالطريق مفتوح للجميع، لكنه الدرب الشاق العسير، إلا على هاتيك النفوس الكبيرة..
وبعد يا معلم الأجيال، إني على علم أنك لست بحاجة إلى كلماتي والعزاء، وذلك إن كنت أحسب..
دخل الجنة موفور السنا..
وحنا على العرش عليه ورنا..
ساهم في طرفه طيف الحما..
فهو في الجنة يبكي الوطنا..
ويا وطناً يبكيه الشهيد..
لك العهد أننا على درب الشهيد..