في جولاتنا الخيرية، حين أرى ثمرات العمل الخيري تجري منذ سنوات لعبد من عبيد الله، لتكون بإذن الله تثقل صحيفة أعماله بالحسنات؛ أزداد قناعة بأنه توفيق من الله عز وجل لفعل الخيرات.
نعم أتذكر قول ابن القيم رحمه الله حين قال: لا تظن أن نفسك هي التي ساقتك لفعل الخيرات، بل اعلم أنك عبد أحبك الله فألهمك فعل الخيرات، فلا تفرّط في هذه المحبة فينساك.
عشرات حفظوا كتاب الله كاملاً بمركز قرآني، أو أيتام ترعرعوا بمدرسة ونهلوا من العلم، أو أسر محتاجة أعيلوا بمشروع الكسب الحلال، أو إسلام العديد من داعية وهدايتهم بصدقة.. نعم، إنه أثر الصدقة المتعدد.
أفرح وأنا أرى الابتسامة ارتسمت بوجه يتيم، أو أرى سعادة إنسان بإعالة أسرته، أو دمعة فرح لدخول الإسلام.. لا شك أنه توفيق رب العالمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه»، فالله وحده هو سبب التوفيق في الأعمال والأقوال.
يقول ابن القيم: نظرتُ في توفيق الناس فإذا هو معقودٌ بالقلب.
الإخلاص ثم الإخلاص ثم الإخلاص فهو المنجي من عذاب الله، ووسيلتنا لينالنا توفيقه ورضاه، فقلبك هو موضع نظر الرب، والله تعالى يقول: (إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً) (الأنفال: 70)؛ يقول ابن عباس في تفسير هذه الآية: فنحن في موعود الصادق ننتظر المغفرة من الله سبحانه.
وما أجمل ما سمعت من أحد متابعي بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي حين قال لي: إنه اشترى «آيباد» خاصاً لأخته لتتابع كتاباتي وهي مريضة بمرض السلطان -شافاها الله- لما رأى من أثرها بتحسين نفسيتها وتفاؤلها.
إن هذا الأثر ليس بحيلتي واجتهادي، إنه بلا شك بإذن الله وتوفيق من الله بإيصال مثل هذه الكلمات في النفوس لتلقى مكانها في القلوب؛ مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم» (رواه البخاري).
فلنخلص النيات ولنجتهد في طاعة الله والبذل لهذا الدين بجميع وسائله، وعلى الله التوفيق والنتيجة، وحسن ظننا بالله كبير، وأملنا به عظيم.