أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بيانًا، بمناسبة سقوط الطاغية بشار الأسد، قالت فيه:
الحمد لله أن جاءت اللحظة التاريخية الفارقة، وحصل التحول الكبير وعادت سورية لأبنائها يوم سقط الطاغية في ليلة الهروب الكبير.
وأضاف البيان: لقد اخترق هذا السقوط المدوي سمع العالم وبصره، بعد أن استجاب الله لدعوات المظلومين والمظلومات من أهل سورية الحبيبة، ثم بسواعد الثوار الفتية التي صدقت الله تعالى في إعدادها وتضحياتها فصدقها وعده بتأييده ونصره.
وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم..
سقوط الطغيان وبناء الأوطان..
قال تعالى: (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء: 81).
الحمد لله، ثم الحمد لله أن جاءت اللحظة التاريخية الفارقة، وحصل التحول الكبير وعادت سورية لأبنائها يوم سقط الطاغية في ليلة الهروب الكبير.
لقد اخترق هذا السقوط المدوي سمع العالم وبصره، بعد أن استجاب الله لدعوات المظلومين والمظلومات من أهل سورية الحبيبة، ثم بسواعد الثوار الفتية التي صدقت الله تعالى في إعدادها وتضحياتها فصدقها وعده بتأييده ونصره..
لقد قدمت سورية الثمن من دماء أبنائها وأحرارها، وكان وراء كل تغريدةِ فرحٍ بالنصر آهات آلاف الثكالى واليتامى، وتحت كل ذرة من تراب هذا الوطن المحرر مقبرة جماعية.
وبهذه المناسبة نوصي أبناء الشعب السوري بوحدة الصف واجتماع الكلمة، ونبذ كل أسباب الفرقة والتشتت، فالوحدة قوة، والفرقة شر؛ (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (آل عمران: 103).
ونحن في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نكرر ونؤكد مباركتنا لشعبنا بهذا النصر المؤزر، والفتح المبين، ومع آمالنا بمستقبل مشرق مجيد لوطننا في ظلال الحرية والكرامة، نحب أن نؤكد ما يلي:
1- كان هدم نظام المجرم بشار الأسد الاستبدادي المتوحش مكْلفاً وصعباً، وتوفيق الله فيه جلياً، وعلينا الآن أن نتكاتف لبناء دولة العدل والقانون على قاعدة السواء في الوطن في هذه الظروف المحيطة بنا.
2- تمد الجماعة يدها إلى حكومة تسيير الأعمال برئاسة السيد محمد البشير، وتقدم كل إمكاناتها لبناء الدولة السورية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.
3- لقد كان النصر مؤزراً بحمد الله، وسورية اليوم بحاجة إلى السرعة في بناء مؤسسات الدولة المستقرة، المستندة إلى القاعدة الشعبية الثورية التي قادت التغيير، التي تضم أكبر طيف ممثل لشرائح الشعب السوري ليشارك في تحمل الأعباء والمسؤولية.
4- تدرك الجماعة أن الجزء الأول من القرار الأممي (2254) والمتعلق بإنشاء إدارة انتقالية بالمشاركة بين المعارضة والنظام، لم يعد قائماً بعد سقوط هذا النظام، ولكن البلاد ما زالت بحاجة إلى دستور جديد وانتخابات حرة.
5- تدعو الجماعة إلى اعتماد دستور (1950) لفترة انتقالية مؤقتة منعاً للفراغ الدستوري، ريثما يتمّ تشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد يحافظ على هوية البلد ويصون حقوق جميع المكونات، يتلوها القيام بإجراء انتخابات حرة تشريعية ورئاسية.
6- ندعو الحكومة إلى ملاحقة فلول النظام السابق داخل سورية وخارجها ممن تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
7- نطالب بإنشاء وزارة تهتم بشؤون المفقودين والمغيبين وأسر الشهداء للبحث عن مصيرهم وكذلك إنصاف المتضررين، وإجراء التسويات الشرعية والقانونية لتعويض أسرهم وذويهم.
8- نوصي الحكومة بتشكيل جهاز متخصص لتتبع الأموال المهربة والمنهوبة وإرجاع الحقوق لأصحابها.
9- تشكيل لجنة لمراجعة وتصحيح القوانين الاستثنائية الجائرة التي تنتهك حرية المواطنين وتجرّم انتماءاتهم الفكرية وإلغاء محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية.
10- العمل على بناء الأجهزة الأمنية لتقوم بواجبها في حماية أمن المواطنين وإعادة تشكيل القوات المسلحة لتقوم بحماية الوطن.
11- نؤكد أن بناء العلاقات الدولية التي تقوم على أساس المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية هي الأساس في استقرار الدول.
12- نتقدم بالشكر الجزيل لكل من آوى ونصر وآزر الشعب السوري -دولاً ومؤسسات وأفراداً- حتى تحقق له هذا النصر.
وفي الختام، نقول: إن الأيام القادمة هي أيام البناء لسورية الحرة الجديدة، صاحبة السيادة على أرضها وترابها، وإن الوفاء لأرواح الشهداء والمفقودين، والحرص على المستقبل الأفضل لأبناء سورية وأجيالها القادمة، يتطلب منا جميعاً العمل يداً واحدة لنبني هذا الوطن الجميل على أسس الحرية والكرامة، وتعمير ما هدمه نظام الإبادة والاستبداد والفساد، ولنكن العين الساهرة لحفظ سلامة هذا الوطن ورد كيد الكائدين وتربص المتربصين.
قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص: 5).
والحمد لله رب العالمين.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
20 جمادى الآخرة 1446هـ
21 كانون الأول 2024م