إن ديننا الحنيف يحثنا دومًا على أن نصبح أمة واحدة، تترابط فيما بينها عبر التآلف والتكاتف في مواجهة الحياة ومشكلاتها وخطط أعداء هذا الدين، ولذلك تنوعت الآيات والأحاديث التي تحث على هذه المعاني، ومن ذلك التكاتف بالطبع السعي لنصرة الأقليات المسلمة خاصة في دول الغرب في ظل ما يواجهونه من تحديات كبرى، تثقل كاهلهم مع مرور الوقت وتضعهم في موقف عصيب، ومن الأسباب التي تجعلنا نقف بجانب إخواننا من الأقليات المسلمة في الدول الغربية ما يلي:
1- رباط الأخوة في الدين:
هو أوثق عرى الإيمان بين أبناء أمة الإسلام، ومن هذا المنطلق يجب علينا تغيير النظرة إلى الأقليات من قضية هامشية ثانوية إلى إحدى القضايا الكبرى التي يجب أن تكون ضمن أولويات الدول والشعوب المسلمة.
2- الاقتداء بهدي النبي:
كان نموذج الدولة المسلمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يولي اهتمامًا كبيرًا بالأقليات المسلمة في حالتي السلم والحرب، ومن الأدلة على ذلك إرسال النبي صلى الله عليه وسلم السفراء مثل مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة، ومعاذ بن جبل، وأبي موسى الأشعري، وخالد بن الوليد إلى اليمن، وغيرهم من الصحابة إلى بقاع أخرى.
3- ضرورة لتحسين صورة الإسلام بالغرب:
المسلمون في الدول الغربية يمكن أن يكونوا نموذجاً لدعاة الخير والإصلاح، وصورة مشرقة للإسلام، تجعل منهم مثالًا للمسلم الذي يعتز بدينه، ولكن لحدوث ذلك لا بد من الرعاية والدعم الكافي لهم.
4- بناء جسر للتواصل بين العالم الإسلامي والعالم الغربي:
الأقليات المسلمة تعيش حاليًا في بؤرة الصراع بين الطرفين الإسلامي والغربي، ومن ثم فهم الأجدر والأقدر على فهم الطرفين، وتمثيل همزة الوصل المفتقدة لكل منهما.
5- الحفاظ على هوية الأمة المسلمة:
لا شك أن مجتمعات الأقليات المسلمة في أوروبا تمثل جزءاً مهماً من هوية هذه الأمة؛ وبالتالي فالحفاظ على هذه المجتمعات من التغريب والذوبان والدمج القسري حفاظ على اللبنة الأساسية لهوية الأمة الإسلامية، وبقدر ما يُتاح لمجتمعات الأقليات من حرية في العقيدة وحرية العبادة؛ يمكنها الحفاظ على تراثها وهويتها الثقافية، وهو أمر حيوي بالتأكيد للحفاظ على هوية جزء مهم من جسد العالم الإسلامي.