لقد جسّدت دولة الكويت؛ قيادةً وحكومةً وشعبًا، مواقف ثابتة وداعمة للأشقاء في سورية الجديدة، مؤكدة التزامها الإنساني والأخلاقي تجاه أزمات الشعب السوري منذ بداياتها، وقد تُرجمت هذه المواقف إلى مبادرات ملموسة، كان أبرزها استضافة الكويت 3 مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية.
في المؤتمر الأول الذي عُقد في يناير 2013م، بلغت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة نحو 1.5 مليار دولار أمريكي، منها 300 مليون دولار من الكويت، ما وضع أساسًا لدور كويتي محوري في دعم الأزمة السورية.
وفي المؤتمر الثاني في يناير 2014م، ارتفع إجمالي التبرعات إلى 2.4 مليار دولار، حيث ساهمت الكويت بمبلغ 500 مليون دولار؛ ما يعكس استمرار التزام الكويت بالوقوف بجانب الشعب السوري.
أما المؤتمر الثالث في مارس 2015م، فقد شهد تعهدات بلغت 3.8 مليارات دولار، مع استمرار الكويت في تقديم الدعم السخي وتعزيز مكانتها كقائدة للعمل الإنساني.
دور الجمعيات الخيرية الكويتية
ومن خلال شعار «الكويت بجانبكم»، حملت الجمعيات الخيرية الكويتية شعلة الدعم الإنساني منذ اللحظات الأولى للأزمة السورية وحتى يومنا هذا، الجمعيات الخيرية قدمت نموذجًا يُحتذى به في دعم الأشقاء السوريين، سواء من خلال توفير الغذاء والدواء والمأوى، أو من خلال دعم المشاريع التنموية التي تعيد بناء حياة الأسر المتضررة.
لقد استمرت هذه الجمعيات، رغم التحديات، في تنفيذ المشاريع الخيرية، من بناء المدارس والمراكز الصحية، إلى دعم برامج الكفالة للأيتام وتقديم الإغاثة الطارئة في المخيمات، هذا الجهد المستمر يعكس إيمان الشعب الكويتي بمسؤوليته الإنسانية تجاه أشقائه، ويؤكد أن العمل الخيري الكويتي ليس موسميًا، بل رسالة مستدامة.
وكما قال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله: إننا نعلن عن تبرع الكويت بـ300 مليون دولار من أجل تضميد جراح الأشقاء السوريين، ونعبر عن أملنا في تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والسلام، في تعبير صادق عن نهج الكويت الداعم للقضايا الإنسانية.
ولقد تعلمنا من أهلنا في الكويت، أن العطاء لا يتوقف، والإنسانية لا تعرف حدودًا، والحرص على دعم الأشقاء في سورية سيبقى مستمرًا كجزء من إرث الشعب الكويتي، الذي لطالما جعل من الخير رسالة ومن الإحسان سبيلاً.
إننا نؤكد اليوم، كما أكدنا في الماضي، أن الكويت ستظل كما كانت دائمًا سندًا وعونًا لكل من يحتاج إلى دعمها، حاملة رسالة الأمل والسلام في أصعب الظروف، ومستمرة في دعم قضايا أمتها العربية والإسلامية بكل إخلاص ووفاء.