شهدت بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الصهيوني، وسط تكثيف العمليات للمقاومين الذين أثبتوا قدراتهم على تحقيق ضربات مؤلمة للاحتلال.
في إعلان رسمي من «إذاعة جيش الاحتلال»، تم الكشف عن مقتل 4 جنود صهاينة في كمين مزدوج للمقاومين، بالإضافة إلى إصابة آخرين، بمن فيهم نائب قائد لواء «الناحال»، في إحدى أبرز المعارك في بيت حانون.
وبحسب مصادر إعلامية عبرية، تأكد مقتل 4 ضباط وجنود صهاينة في تلك المعركة، كما أفادت تلك المصادر بأن عبوة شديدة الانفجار تم تفجيرها في المنطقة، أسفرت عن مقتل الجنود في وقت كان الجيش يحقق في إمكانية أن تكون المقاومة قد استفادت من نفق غير مكتشف للوصول إلى مكان الاستهداف.
وذكرت التقارير العبرية أن معركة بيت حانون كبدت قوات الاحتلال خسائر بشرية كبيرة، حيث أكدت مقتل 10 ضباط وجنود بالمعارك في نفس المنطقة خلال الأسبوع الماضي؛ ليصل إجمالي قتلى جيش الاحتلال إلى 400 ضابط وجندي منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة.
وفي تعليق له عبر مراسل قناة «الجزيرة مباشر» في غزة حسام شبات، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن معركة بيت حانون تمثل استمرارًا لشهر طويل من القصف والتدمير، قائلاً: بيت حانون التي دُمرت بيوتها وشُرد أهلها، تروي اليوم حكاية الصبر والثبات، وتُرسل للعالم رسالة أن الأرض تُقاوم، فالركام والأشجار وهواء هذه الأرض كله يقاوم من يدوسها.
في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي سعيد زياد أن بيت حانون كانت الحامية الشمالية للقطاع، مشيرًا إلى أنها كانت بداية المعركة الدفاعية ضد العدوان، وأن ما يحدث اليوم هو نتيجة لشهور من الثبات والصمود، وأن هذه البلدة الصغيرة لم تُهزم رغم ما تعرضت له من محاولات لتفكيكها على مدار 15 شهراً من العدوان، وهو ما يثبت فشل الاحتلال في تحقيق هدفه.
وفي تحليل له عبر صفحته على منصة «إكس»، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تُثخن في قوات الاحتلال بعد أكثر من 15 شهراً من العدوان، الأمر الذي دفع مجتمعه إلى المطالبة بوقف الحرب.
وأضاف الزعاترة أنه رغم تفاؤل بعض الأطراف بفرص التوصل إلى صفقة في الدوحة، فإن الحذر يبقى قائمًا بالنظر إلى التحركات السياسية داخل الكيان الصهيوني، حيث تبقى المسألة تحت رحمة شخص واحد تتحكم فيه الأهواء الشخصية أكثر من المصالح الوطنية.
أما الكاتب حلمي الأسمر، فقد أكد أن عملية المقاومة في بيت حانون، التي أسفرت عن مقتل وجرح العديد من جنود الاحتلال، هي إعلان عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه حتى بعد أكثر من سنة من العدوان الوحشي، مشيرًا إلى أن «حماس» هي العنوان الرئيس في المقاومة والمفاوضات على حد سواء.
وفي تعبير عن إرادة المقاومة والشعب، قال الصحفي من غزة، أنس الشريف: بيت حانون، رغم الإبادة والدمار، تظل عنوانًا للصمود والتحدي، فهي أرض تقتلع المحتل بإرادة الله وأهلها”
وقال عثمان الثويني، في تغريدة: بيت حانون ظنوا حين دخلوها أنهم سيكونون فيها هم الباقين، ولكن بأس الله أتى بكمائن «كتائب القسام» أسد الوغى فطاروا صاغرين.