أعلن منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال عن انطلاق فعاليات مؤتمره الرابع “تواصل 4” تحت شعار “الرواية الفلسطينية.. طور جديد”، ويستمر حتى 19 يناير الجاري في إسطنبول.
يستضيف المؤتمر نخبة متميزة من الإعلاميين والكتاب، إلى جانب رؤساء الصحف، ومديري الإذاعات ومحطات التلفزة، والمراسلين والمصورين، فضلاً عن الفنانين والمخرجين، ومجموعة من كبار المفكرين والشخصيات الإعلامية والأكاديمية من مختلف أنحاء العالم.
يمثل الحدث فرصة تجمع المتخصصين في الإعلام بمختلف مجالاتهم، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز جسور التواصل، بما يخدم القضية الفلسطينية ويرسخ حضورها العادل في المشهد الإعلامي العربي والدولي.
وقال الأمين العام لمنتدى تواصل، أحمد الشيخ: إن حرب الإبادة الجماعية التي تستعر حتى اليوم تكشف عن نفاق وجبن عميقين في العديد من المحافل الدولية والإعلامية، خصوصًا في الغرب.
وأضاف الشيخ في كلمة له خلال افتتاح فعاليات المؤتمر: “عندما تتحدث مع العديد من وسائل الإعلام الغربية حول الفظائع والجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، غالبًا ما يكون أول سؤال يوجه إليك: هل تدين ما حدث في السابع من أكتوبر؟ وهو سؤال خبيث يرمي إلى التلاعب بالمناقشة وتجاوز التاريخ وحقائقه. وكأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بدأ من ذلك التاريخ فحسب.”
وتابع: “هؤلاء يتجاهلون عمداً وبتعصب أن احتلال فلسطين المستمر منذ 77 عامًا هو اليوم أطول وأقدم احتلال كولونيالي إحلالي في عالم يتغنى بقيم حقوق الشعوب في تقرير المصير، والاستقلال، والسلام، والتسامح، والتعايش.”
وأوضح الشيخ أن هؤلاء يريدون للعالم عبر التزييف وتجاهل الحقائق أن ينسى أن غزة كانت محاصرة منذ 17 عاماً شُنت فيها على القطاع حروب متواصلة عام 2008 و 2012 و 2014 و 2021.
وأضاف أن الطور الجديد للرواية الفلسطينية على الصعيد العالمي هو التذكير المتواصل من خلال كل الوسائل والمنصات، وبأسلوب مهني محترف ومتوازن، بأن احتلال فلسطين مستمر منذ 77 عامًا، وأن نضال الشعب الفلسطيني ضد المشروع الاستعماري الكولونيالي الغربي بدأ ولا يزال مستمرًا منذ بداية القرن العشرين.
وأكد أن “إسرائيل” ليست سوى أداة من أدوات هذا المشروع الاستعماري، وأن قضية فلسطين ليست فقط قضية إنسانية لشعبٍ احتل وطنه وأصبح بحاجة إلى المساعدة المادية، بل هي قضية شعب يستحق الحياة الحرة والكريمة على أرضه التي بناها لآلاف السنين. وعندما يستعيد هذا الشعب أرضه وحريته، سيكون هو من يقدم العون لكل محتاج.
وأشار إلى أن الرواية الفلسطينية على الصعيد العالمي يجب أن تركز على تقويض الرواية الإسرائيلية في جميع أبعادها التاريخية والسياسية والدينية والاجتماعية، والتصدي لها في كل المحافل الإعلامية التقليدية والرقمية، باستخدام أساليب سردية وفنية مهنية، لإثبات الحقيقة وتوثيقها.
فعاليات «تواصل 4»
يشهد اليوم الأول من المؤتمر عقد ندوة رئيسية بعنوان “الرواية الفلسطينية: طور جديد”، يشارك فيها نخبة من المفكرين والإعلاميين البارزين.
كما تُعقد ورش عمل متزامنة تتناول موضوعات مختلفة، منها “الضغط والمناصرة في دعم الرواية الفلسطينية”، و”الصحافة والمنصّات الاستقصائية في خدمة الرواية الفلسطينية”، بالإضافة إلى “الحرب النفسية ودعاية الاحتلال: أساليب المواجهة وآليات التصدي” و”الرواية الفلسطينية في الإعلام التركي”.
ويختتم اليوم الأول بندوة رئيسية حول “الرواية الفلسطينية في الإعلام العالمي”.
أما اليوم الثاني، فيبدأ بندوة بعنوان “الإعلامي الفلسطيني في مواجهة الإبادة”، يتبعها ورش عمل متزامنة تُركز على “توظيف التقنيات الرقمية الحديثة في تطوير الرواية الفلسطينية”، و”مسؤولية الصحافة العالمية تجاه الرواية الفلسطينية”، و”أولويات ومسؤوليات عرض الرواية الفلسطينية”، بالإضافة إلى “الرواية الفلسطينية في الإعلام الناطق بالفرنسية”.
كما يشهد اليوم الثاني سلسلة ورش عمل أخرى تناقش “الرواية الفلسطينية والإنتاج الفني”، و”مواجهة تزييف الاحتلال – نحو مقاربة استراتيجية متكاملة”، و”مواجهة تحيز المنصات الرقمية تجاه الرواية الفلسطينية”، و”الرواية الفلسطينية في الفضاء اللاتيني”.
ويُختتم المؤتمر بندوة رئيسية بعنوان “الرواية الفلسطينية… توجهات استراتيجية لطور جديد”، يليها كلمة الختام.
ويُعد المؤتمر بمثابة منصة لتعزيز التعاون بين الإعلاميين والمفكرين والأكاديميين، بهدف دعم الرواية الفلسطينية وترسيخ حضورها في المشهد الإعلامي الدولي.