لطالما كانت قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني من القضايا المحورية التي تجمع الفلسطينيين، وتعبّر عن معاناتهم المستمرة تحت الاحتلال، وعلى مدار عقود، شكلت عمليات تبادل الأسرى محطات فارقة في الصراع، جسّدت إرادة الصمود والتحدي، وأسفرت عن تحرير الآلاف من الأسرى.
ومع كل صفقة تبادل، تتجدد الروح النضالية، وتُكتب فصول جديدة في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل الحرية والكرامة.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، في تقرير، إلى أن عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال بدأت على المستوى العربي عقب نكبة فلسطين عام 1948م، حيث شهدت تلك الفترة صفقات تبادل نفذتها دول عربية مثل مصر وسورية والعراق والأردن ولبنان، قبل أن تبدأ الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بتنفيذ عمليات تبادلها الخاصة.
وبحسب التقرير الفلسطيني، بلغ عدد عمليات تبادل الأسرى والصفقات الموثقة تاريخياً 40 عملية، وكانت أبرز هذه العمليات على النحو التالي:
– 23 يوليو 1968م: أول عملية تبادل مع الاحتلال:
نجحت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في تنفيذ أول عملية تبادل بعد اختطاف طائرة صهيونية تابعة لشركة «العال»، وأبرمت الصفقة برعاية الصليب الأحمر الدولي، وأُفرج بموجبها عن الركاب المختطفين مقابل إطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية، بينهم أسرى اعتقلوا قبل عام 1967م.
– 28 يناير 1971م: تبادل أسير مقابل أسير:
أجرت حركة «فتح» صفقة تبادل مع الاحتلال، أُطلق بموجبها سراح الأسير محمود بكر حجازي، أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة، مقابل الجندي الصهيوني شموئيل فايز الذي اختطفته «فتح» في أواخر عام 1969م.
حجازي، الذي اعتقل في 18 يناير 1965م، وحُكم عليه بالإعدام دون تنفيذ الحكم، تمت عملية تبادله في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر.
– 14 مارس 1979م: عملية «النورس» (تبادل الليطاني):
أفرجت «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» عن جندي صهيوني أسرته خلال عملية الليطاني، مقابل إطلاق سراح 76 معتقلاً فلسطينياً من مختلف الفصائل، بينهم 12 أسيرة.
– 23 نوفمبر 1983م: صفقة «أنصار»:
أبرمت صفقة بين حركة «فتح» وحكومة الاحتلال أُفرج بموجبها عن جميع معتقلي معتقل «أنصار» في جنوب لبنان، وعددهم 4700 معتقل فلسطيني ولبناني، بالإضافة إلى 65 أسيراً من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح 6 جنود صهاينة.
– 20 مايو 1985م: عملية «الجليل»:
قادت «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» صفقة كبيرة أُطلق خلالها سراح 1155 أسيراً فلسطينياً وعربياً، بينهم: 883 أسيراً من سجون الاحتلال داخل فلسطين، و118 أسيراً من معتقل «أنصار» أُسروا خلال تبادل عام 1983م، و154 أسيراً نُقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت أثناء انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان، وتمت العملية مقابل 3 جنود صهاينة كانوا بقبضة الجبهة.
– 1 أكتوبر 2009م: صفقة «شريط الفيديو»:
أطلق الاحتلال سراح 20 أسيرة فلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل الحصول على شريط مصور يظهر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، الذي كان أسيراً لدى الفصائل الفلسطينية منذ 25 يونيو 2006م، ومثلت الصفقة خطوة تمهيدية لصفقة التبادل الكبرى لاحقاً.
– 18 أكتوبر 2011م: صفقة «وفاء الأحرار»:
إحدى أكبر عمليات تبادل الأسرى تمت بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والاحتلال الصهيوني، برعاية مصرية، من خلالها أُفرج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً، بينهم 994 أسيراً، و33 أسيرة.
وشملت الصفقة إبعاد 205 أسرى إلى غزة والخارج، منهم 163 من الضفة والقدس نُقلوا إلى غزة، و42 إلى الخارج.
– 22 نوفمبر 2023م: اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة:
جاء الإعلان عن اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة نتيجة للعدوان الصهيوني الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023م، حيث تضمن الاتفاق الإفراج عن 50 أسيراً لدى الفصائل الفلسطينية مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً على مدار 4 أيام، ومع تمديد الهدنة لـ3 أيام إضافية، ارتفع عدد الأسرى الذين تم تحريرهم إلى 240، من بينهم 169 طفلاً و71 أسيرة.