من يتابع الشأن المصري يجد تناقضا في نقل الصورة عما يجري على أرض أم الدنيا
من يتابع الشأن المصري يجد تناقضا في نقل الصورة عما يجري على أرض أم الدنيا، فمؤيدو الانقلاب يرون أن الأمور تسير نحو تمكن السيسي من الوصول إلى رئاسة الدولة، والأوضاع تتجه نحو الاستقرار وبأن أعداد معارضي الانقلاب تقل يوما بعد آخر.
وبالمقابل تجد من يصف الأوضاع في مصر بأنها على صفيح ساخن، وبأن المسيرات والتظاهرات تزداد يوميا، وأن هناك سخطا شعبيا متزايدا ضد الانقلابيين، وبأن كثيرا ممن خرجوا في 30 يونيو، نادمون على خروجهم، وبأنهم أيقنوا بتعرضهم لخدعة كبرى تم الضحك فيها على ذقونهم، وبضرورة العمل على استعادة مكاسب ثورة 25 يناير من جديد.
وبلا شك أن المشهد الذي لا يمكن إخفاؤه هو درجة التمادي والبطش الذي وصل إليها الانقلابيون من أجل إخماد أصوات المعارضين، فالقتل اليومي مستمر، الاعتقالات متواصلة، الإيذاء الجسدي والنفسي متكرر، ووصل إلى التعدي على أعراض المعتقلات.
كثير من المصريين يرون أنهم يعيشون أسوأ أيام مرت على مصر في تاريخها الحديث، وأن التمادي في التعدي على الدماء والأعراض في زمن الانقلابيين أضعاف ما كان يتم زمن الرئيس المخلوع حسني.
ويتساءلون هل هناك من فرصة للخلاص من هذه المحنة والابتلاء؟ وأقول لأشقائنا في مصر، اقرؤوا قصة موسى عليه السلام وانظروا إلى مدى الطغيان الذي وصل إليه فرعون لدرجة لم يسلم منه الأطفال الرضّع، وكيف استعان بالسحرة والجنود، وبكل الوسائل المادية المسخرة بين يديه، إلا أنه غفل عن لحظة هي نتيجة حتمية لكل ظالم، إنها لحظة كان يعتقد فيها فرعون بأنها ساعة النصر، خصوصا عندما أصبح موسى وأتباعه بين كمّاشتين فالبحر أمامهم، وفرعون وجنوده من خلفهم، لتأتي لحظة النجاة لأهل الحق والهلاك لأصحاب الباطل، ولتكون جثة فرعون عبرة لكل طاغوت، فهل من معتبر؟
نبيل العوضي
منذ سنوات بعيدة ونحن نتابع هذا الشيخ الداعية، صاحب المواعظ الإيمانية والدروس التربوية، تراه مهتما في طرح قضايا مجتمعه، والبحث عن الحلول لمشاكله، وإذا ما حل ببلد مسلم نكبة أو مصيبة كان من أول المبادرين لدعمه وإغاثته، وإذا رأى مظلوما سارع إلى نصرته، وبقول كلمة الحق دون أن يخاف في الله لومة لائم.
ناصر أهل غزة وفلسطين، ودعم مسلمي أراكان، وتحدث عن مأساة أفريقيا الوسطى، ووقف صادحا بالحق في دعم الثورة السورية، ولما حدث الانقلاب في مصر، لم يدفن رأسه تحت التراب، ولم يقبل على نفسه أن يكون شيطانا أخرس، ولم يكن ممن آثروا السلامة، ولم يرض لنفسه أن يبيع دينه من أجل دنيا غيره، بل صرح برفضه للانقلاب، وقام بتعرية مخازي النظام وداعميه، وكان من الطبيعي نتيجة لهذه المواقف الشجاعة أن يتعرض لما تعرض له الدعاة والمصلحون من الأذى، فتعرض للشتم، وأساؤوا إلى والدته رحمة الله، واتهموه بتلقي الأموال مقابل مواقفه، وحاولوا إلصاق تهمة دعم الإرهاب فيه، ومع ذلك ظل الشيخ ثابتا على موقفه كالجبال الراسية لا تهزها الرياح العاتية، بل لقد أكرم الله تعالى الشيخ نبيل العوضي، بأن ازداد مؤيدوه ومناصروه ومحبوه، وانظر إلى أعداد متابعيه في «تويتر» والذين اقترب عددهم من 4 ملايين، بل تأمل إلى الحفاوة التي يلقاها أينما ذهب، ولعل من آخرها مشاركته في مهرجان جرش، والأعداد الغفيرة التي ملأت المسرح الروماني عن آخره.
الشيخ نبيل لم يزده الهجوم عليه إلا كرامة وعزة، كحال عود البخور الذي لا يزيده الإحراق إلا طيبا. إن لسان حال الشيخ نبيل تجاه المفترين عليه ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ونقول للشيخ نبيل ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ).