هل سرقوا منا قيم الأمانة وطبقوها وأخذنا منهم قيم الابتذال والتعري وطبقناها
في أواخر ديسمبر عام 2009م، وقبل أن يودع العام أيامه الأخيرة، كنت مرافقاً لمريض من الأقارب في مدينة «كولون» في ألمانيا، وكانت الأيام الأخيرة من ذلك الشهر بالغة البرودة، حتى وصلت فيها درجة الحرارة إلى اثنتي عشرة تحت الصفر، وكنت أثناء استعمالي لقطار الأنفاق لفت نظري أمر لا يحدث في الكثير من بلاد العالم، وللأسف فإن حدوثه أقرب إلى المستحيل في البلاد الإسلامية. حيث كانت توجد ماكينة لاستخراج التذاكر، وأسعار كل مكان تريد التوجه إليه، ثم تضع قيمة التذكرة وتستلم التذكرة، ليس في ذلك أي غريب، وإنما الغريب أنك عندما تدخل القطار لا يوجد من يسأل عن التذكرة، وإذا وصلت المكان الذي تريد لا توجد ماكينة لتضع فيها تذكرتك التي اشتريتها حتى تفتح لك بوابة الخروج، ولكن بمجرد وصولك للمكان، فإنك تشاهد الأبواب مفتحة إلى الخارج دون أن يوقفك أحد، أو يسأل أحد عن التذاكر، ظننت للوهلة الأولى، أن ذلك كان إهمالاً أو نسياناً من الموظف المسؤول عن ذلك، ولكن بتكرر هذا الأمر إلى ما يزيد على الأسبوعين يومياً، تبين لي أن الأمر قائم على الثقة المتبادلة بين مؤسسة النقل والمستخدم للقطار.. والسؤال: لماذا لجؤوا إلى هذا الأسلوب؟ ولماذا لا يتم ذلك في البلاد الإسلامية؟ هل سرقوا منا قيم الأمانة وطبقوها وأخذنا منهم قيم الابتذال والتعري وطبقناها!! الله أعلم.