جاء الوفد الأفريقي لمصر وغادر.. لكنه نسي أن يقدم العزاء في أولئك البشر الذين تم قتلهم وحرقهم وفرمهم في ميدان رابعة.. أثبت وفد حكماء أفريقيا أنهم ليسوا حكماء ولا يحزنون.. أثبتوا أنهم مجردون ككثير من دول العالم من الإنسانية.
جاء الوفد الأفريقي لمصر وغادر.. لكنه نسي أن يقدم العزاء في أولئك البشر الذين تم قتلهم وحرقهم وفرمهم في ميدان رابعة.. أثبت وفد حكماء أفريقيا أنهم ليسوا حكماء ولا يحزنون.. أثبتوا أنهم مجردون ككثير من دول العالم من الإنسانية.
عندما جاء نفس الوفد بعد الانقلاب مباشرة وزار اعتصام رابعة العدوية.. أشاد بالمعتصمين.. ثم أعلن إصرار الاتحاد الأفريقي على تعليق عضوية مصر في الاتحاد.. فما الذي تغير حتى يعود هذا الوفد بعد ثمانية أشهر بعكس الوجه الذي جاء به في المرة الأولى؟! ما الذي تغير سوى أن المعتصمين السلميين الذين أشاد بهم الوفد قد قُتلوا في أبشع مجزرة شهدها تاريخ مصر الحديث.
ظننتُ – وبعض الظن إثمٌ – أنهم جاؤوا للعزاء ولمزيد من الإدانة، فإذا بهم قد انقلبوا وكأنهم جاؤوا لتهنئة العسكر على انقلابهم وعلى ما فعلوا، ولا عزاء للضحايا، ولا عزاء للشعب المصري.. الاتحاد الأفريقي – إذاً – في طريقه للاعتراف بالانقلاب؛ ليشرعن الانقلابات العسكرية في القارة كطريق للحكم.. وليشرعن القتل والسحق من كل صاحب قوة ضد خصمه.
لو اعترف الاتحاد الأفريقي بانقلاب العسكر في مصر يكون قد وسَّع – بالتعاون مع موقف أمريكا وأوروبا والغرب عموماً – الطريق لتحويل العالم لغابة سيذوق منها الجميع الأمرَّين.. الانقلاب أسقط مصداقية الغرب في الحضيض، وربما يهوي بأفريقيا كلها.